طباعة هذه الصفحة

«القوة الناعمة» تعزز علاقات العرب وأمريكا اللاتينية

الثلاثاء, 17 تشرين1/أكتوير 2017 08:33

“القوة الناعمة” مصطلح فرض نفسه أكاديميا منذ سنوات، ومن أبرز من تناوله جوزيف ناى الأستاذ بجامعة هارفارد. وقد عقدت بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ورشة بعنوان :”العلاقات الثقافية العربية ـ اللاتينية فى إطار تعاون الجنوب الجنوب” فى إطار إختبار دور “القوة الناعمة” ومدى تأثيرها فى العلاقات العربية والأمريكية اللاتينية. وقد نبعت أهمية اللقاء بوصفه أحد أدوات التواصل بين ثقافتين مختلفتين (العربية والأمريكية اللاتينية) وبعيدتين بهدف مد جسور المعرفة والتواصل من اجل السلام.
وقد شارك فى اللقاء وفد من منظمة “فوباسيف” الخيرية من دولة بيرو. وتناول المشاركون إطار التعاون على مستوى دول الجنوب ـ الجنوب بين الدول العربية ودول أمريكا اللاتينية، كإطار جديد للتعاون فى مجال العلاقات الدولية حيث العلاقات تتسم بالندية والتشاركية وتكون المنفعة والتعلم المتبادل بين طرفى العلاقة هو الأساس، وفى إطار التطور الذى شهدته العلاقات العربية بدول أمريكا اللاتينية والذى بدأ بعقد مؤتمر أسبا “مؤتمر قمة الدول العربية والجنوب أمريكية” بدعوة من الرئيس البرازيلى الأسبق لولا داسيلفا فى عام 2005.
وتطرقت المناقشات داخل الورشة إلى “الثقافة” كأحد أوجه القوة الناعمة المستخدمة حديثا فى مجال العلاقات الدولية من خلال تصدير الثقافة والتأثير من خلال الأفكار، حيث لم تعد العلاقات الدولية مقتصرة على القدرات العسكرية والقدرات الاقتصادية، واستعرضت الورشة عدة صور لاستخدام الثقافة والتأثير بالفكر فى القوة الناعمة ومنها الولايات المتحدة الأمريكية التى لا تعتمد فى قوتها على القدرات العسكرية والاقتصادية بل امتدت لنشر ثقافتها من خلال وسائل الأعلام المتطورة جدا فى جميع أنحاء العالم، كما تم استعراض عدة صور أخرى من ابرزها دور العلم والرياضة وتأثير الرياضيين فى العلاقات بين الدول.
كما تناولت الندوة الفرص الضائعة فى تقوية العلاقات بين الدول العربية وعلى راسها مصر ودول أمريكا اللاتينية فيما يتعلق بالأنشطة بالثقافية بين المنطقيتين الجغرافيتين وأوضحت الورشة بان هناك ثمة تقصير من الجانبين العربى والأمريكى اللاتينى فى استغلال تلك الفرص وتقوية العلاقات بين الكتلتين، خاصة فيما يتعلق بدور الثقافة فى مواجهة التطرف والإرهاب ودعم سبل السلام.
وقد رصدت أمل مختار الباحثة فى وحدة الدراسات الدولية بالمركز ومديرة الورشة التشابه بين ما تعانى منه المنطقة العربية الأن من انتشار الأفكار المتطرفة والتطرف العنيف من جانب والمعاناة التى واجهتها دول أمريكا اللاتينية فى عقد السبعينيات من جانب آخر حينما انتشرت الايدولوجيات المتطرفة والممارسات العنيفة المتطرفة بين الاحزاب والتنظيمات اليسارية واليمينية.
ونبهت إلى أن نشر ثقافة السلام هى احد آليات مواجهة ثقافة التطرف والكراهية ورفض الاخر.
وأشار السفير عطية أبو النجا نائب مساعد وزير الخارجية لشئون أمريكا اللاتينية إلى أهمية إقامة العلاقات على مستوى المجتمع المدنى والأوساط الأكاديمية والثقافية وإلى أن الترجمة المصرية العربية لأدب أمريكا اللاتينية والمهرجانات الثقافية والسينمائية والشعرية تعد من الآليات البارزة للتعاون.
وفى مداخلة له تحدث الدكتور محمد السعيد ادريس مستشار مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بـ”الأهرام” مشيرا إلى أن الدعوة إلى السلام أمر حسن، ولكن الدعوة إلى السلام بلا عدل هو دعوة للوهم. وأن الإرادة المشتركة عند شعوب الجنوب فى تلاقي. ودعوة حوار الجنوب ـ الجنوب هى دعوة أخلاقية، ولايمكن لها أن تأتى بثمار حقيقية دون مفاهيم تعود بنا إلى تأثير كتلة عدم الإنحياز. فحوار الجنوب ـ الجنوب هو خطوة فى طريق إستعادة التوحد والتعاون على مبادئ ليست بالجديدة بل هى ذات المبادئ التى توحدت عليها دول الكتلتين لمواجهة الشمال باستغلاله ونظامه الإقتصادى والسياسى غير العادل. وأكد أن الشعر والثقافة من أهم أدوات الشعوب للإلتقاء على مبادئ مشتركة.
وأشارت الدكتورة أمانى الطويل رئيس وحدة العلاقات الدولية بالمركز إلى أن التعاون نالثقافى هوأحد أساليب إحداث التقارب بين الكتلتين العربية والأمريكية اللاتينية منبهة إلى أهمية عدم الإكتفاء بالبحث عن نقاط التشابه بين الكتلتين بل يجب البحث عن مصالح الكتلتين وسبل التعزيزالمتبادل لها.
وأشار المستشار ثروت طنطاوى إلى أن كل دولة تضع ثقافة متميزة لشعبها تميزه عن باقى الشعوب محذرا من أن الدول المتقدمة تقوم بنقل وفرض ثقافتها على الدول الضعيفة ثقافيا.
وفى دلالة على قوة تأثير العلاقات الثقافية ودورها كأداة من أدوات القوة الناعمة أشارت الشاعرة مارثا موران سالازار (من بيرو) أنها تأثرت كثيرا بالشرق وخاصة بالحضارة المصرية حيث وجدت الكثير من نقاط التشابه بين الثقافتين(مصر وبيرو)، ما دفعها إلى كتابة عدة قصائد وعمل إسطوانة سجلت عليها تلك القصائد بصوتها وكان من أبرز القصائد تلك التى حملت عنوان “شادية” فى إشارة السفيرة شادية شكرى سفيرة مصر السابقة لدى دولة بيرو، وقصيدة “مصر بيرو”، وقصيدة “فلسطين”.
http://www.ahram.org.eg/NewsQ/617310.aspx

قراءة 1070 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)