وقالت الوزيرة الإسبانية، في تصريحات صحافية ، إثر لقاء مع رئيس الجمهورية "ريكاردو مارتينيلي" "إننا نحاول التوصل إلى اتفاق جيد بالنسبة للجميع"، و" مناشدة الطرفين إلى الجلوس على طاولة المفاوضات من أجل تسوية النزاع في أقرب وقت ممكن". وكانت "كونسورسيوم " المجموعة المتحدة من أجل القناة"، المكلف ببناء الشطر الثالث من منشآت التحكم في مستويات المياه بقناة بنما، بعثت برسالة إلى هيئة إدارة القناة أواخر شهر ديسمبر الماضي تطالب فيها بالحصول على 1,6 مليار دولار إضافية، فضلا عن كلفة المشروع البالغة 2ر3 مليار دولار، تحت طائلة وقف الأشغال يوم 20 يناير الجاري. وتأتي زيارة المسؤولة الإسبانية لبنما ، في سياق دعوة الرئيس "مارتينيلي" الحكومتين الإسبانية والإيطالية ،
إلى إبداء حس "المسؤولية المعنوية" تجاه المطالب المالية "المبالغ فيها" لمجموعة الشركات من أجل إتمام أشغال التوسعة، وسط رفض بنمي لتسوية الخلاف خارج بنود العقد الذي يربط بين الطرفين. من جانبه، أشار "مارتينيلي" ، إلى ضرورة تسوية كل الخلافات بين الجانبين ،
حتى تلك التي توجد ضمن مسطرة التحكيم، معربا عن أمله في "أن تتوج هذه المفاوضات بإيجاد حل للنزاع". وتعقد الوزيرة الإسبانية خلال زيارتها عدة لقاءات منفصلة مع مدير هيئة " قناة بنما خورخي كيخانو" ووزير شؤون القناة " روبرت روي"، ومسؤولين من"المجموعة المتحدة من أجل القناة" المكون من 4 شركات تقودها الإسبانية (ساسير) وتضم الإيطالية (إمبريجليو) والبلجيكية (جان دي نول) والبنمية (كوسنتروكتورا أوربانا). وقدأعلنت هيئة قناة بنما عن إمكانية منح 132 مليون دولار كتسبيق استثنائي ل "المجموعة المتحدة من أجل القناة" ( لكونسورسيوم ) بشرط أن يسحب هذا الأخير تهديده بوقف أشغال توسعة قناة بنما بتاريخ 20 من شهر يناير الجاري. ومن جهته ، أعلن رئيس هيئة إدارة قناة بنما "خورخي كيخانو" ، أن هذه المساهمة الإضافية رهينة أيضا بأن يقدم كونسورسيوم (جي أو بي سي) مبلغ 100 مليون دولار لتوفير غلاف إجمالي بقيمة 283 مليون دولار من أجل ضمان عدم توقف أشغال توسعة القناة خلال الفترة المقبلة. وكانت "المجموعة المتحدة من أجل القناة"، المكلفة ببناء الشطر الثالث من منشآت التحكم في مستويات الماء بمدخل القناة من جهة المحيط الهادئ، بعث برسالة إلى الهيئة أواخر الشهر الماضي يطالب فيها بالحصول على 1,6 مليار دولار إضافية، فضلا عن كلفة المشروع البالغة 2ر3 مليار دولار، ت
حت طائلة وقف الأشغال يوم 20 يناير الجاري. واقترحت هيئة إدارة قناة بنما خلال اجتماع يوم الثلاثاء الماضي مع مندوبين عن " كونسورسيوم " (جي أو بي سي)، الذي تقوده الشركة الإسبانية ساسير (48 في المئة من الأسهم) ويضم الإيطالية إمبريجيلو (48 في المائة) والبلجيكية جان دو نول والبنمية كونستروكتورا أوربانا (2 في المئة). وذكرت تقارير إعلامية ، إلى أن "المجموعة المتحدة من أجل القناة" اقترحت على قناة بنما كـ "حل نهائي" تقديم تسبيق بقيمة 400 مليون دولار، فضلا عن مساهمة المجموعة بقيمة 100 مليون دولار لتجنب وقف الأشغال خلال الأسبوعين المقبلين. )

ويعمل تحالف ( إسباني - إيطالي ) في هذا المشروع، الذي سيوسع قناة بنما لاستيعاب مرور سفن يزيد حجمها ثلاث مرات عما تسمح به القناة حاليا، وطلب من بنما دفع 1.6 مليار دولار تكاليف إضافية على الخطة التي تتكلف 3.2 مليار دولار. وأعلنت الحكومة البنمية يوم الخميس الماضي ، استعدادها لدفع المبلغ المطلوب، إذا تبين أنه "مقبول"، مشيرة إلى أن العقد الذي يربط بين سلطة قناة بنما وتحالف المجموعة المتحدة للقناة، ينص على إنشاء هيئات لتسوية أي نزاع بين الجانبين. لكن مصدرا رفيعا من التحالف قلل من أهمية هذا الخلاف، قائلا: إن المفاوضات بشان التكاليف الزائدة عادية. ويشمل المشروع حفر مجرى مائي ثالث، ورفع منسوب مياه بحيرة غاتون، وتوسيع مجرى وحفر سرير القناة، وبناء ثلاثة حواجز، لتنظيم عبور سفن تنقل حتى 12 ألف حاوية، أي أكبر بثلاث مرات من الحمولات الحالية.
وكان من المقرر أن تنتهي الأشغال، التي كان يفترض أن تتم في أكتوبر 2014، ألا أنه سيتم ليتزامن مع الذكرى المئوية الأولى لشق القناة، إلى عام 2015 . وتربط القناة ما بين المحيطين الأطلسي والهادي ، وتُعد هذه القناة من أعظم الإنجازات الهندسية في العالم ودخلت القناة العمل بعد ان تم شقها عام 1914م ـ لتقصير مسافة رحلة السفن ما بين مدينة نيويورك وسان فرانسيسكو إلى أقل من 8,370 كم. وفي الفترة التي سبقت شق هذه القناة، كان على السفن التي تقوم بمثل تلك الرحلة، أن تبحر حول أمريكا الجنوبية قاطعة نحو 20,900 كم. وشرع في أشغال توسعة قناة بنما، التي تستحوذ على 5 في المائة من حجم التجارة العالمية، سنة 2009 باستثمار إجمالي يصل إلى 2ر5 مليار دولار من أجل تمكين السفن الضخمة من صنف (بوسط بنماكس) القادرة على حمل أزيد من 12 ألف حاوية من العبور من هذا الممر البحري البالغ طوله 80 كيلومتر والرابط بين المحيطين الأطلسي والهادي.

وقد قامت أمريكا ، ببناء قناة بنما بتكلفة بلغت 380 مليون دولار أمريكي تقريبًا. وعمل آلاف العمال في شق هذه القناة لمدة عشر سنوات مستخدمين مجارف البحار وآلات رفع الأتربة، ليشقوا طريقهم عبر الغابات والتلال والمستنقعات. وتختصر قناة بنما ، المسافة بين المحيطين الأطلسي والهادئ، وتوفر للسفن المبحرة من نيويورك حتى سان فرانسيسكو بكاليفورنيا في الولايات المتحدة عن طريق قناة بنما، مسافة تقدر بـ 12,600 كم تقطعها إذا أبحرت حول أمريكا الجنوبية. وتمتد قناة بنما مسافة 63,81 كم ابتداءً من خليج "ليمون" على المحيط الأطلسي إلى خليج بنما على المحيط الهادئ وتبحر السفن المسافرة عبر القناة من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي. وتوجد بالقناة ، ثلاثة أطقم من حجرات مليئة بالماء تسمى الأهوسة تعمل على رفع السفن وخفضها من مستوى إلى آخر وقد بنيت تلك الأهوسة على شكل أزواج بغرض تمكين السفن من المرور في كلا الاتجاهين في آن واحد.

و يبلغ طول الهويس المستخدم 300 م، وعرضه 34 م، وبعمق 20 م. تحدد أبعاد الهويس حجم السفن التي بوسعها استخدام القناة. ويذكر أن ناقلات النفط التجارية العملاقة أو حاملات الطائرات العملاقة التابعة للأسطول الأمريكي لا تتمكن من المرور من خلال هذه القناة. وتمر القناة عبر برزخ بنما ويبلغ طوله 63,81 كم، ويبلغ عرض أضيق جزء من القناة في معبر جيلارد 150 مترًا فقط. أما عرض أوسع جزء من القناة فيقع عند بحيرة جاتن، التي تبلغ مساحتها 422 كم2. ومنحت المعاهدة بين الولايات المتحدة الامريكية وبنما التي عقدت عام 1903 ، الحق للولايات المتحدة في بناء هذه القناة الممر المائي وتشغيله . كما تحكم في منطقة من الأرض على جانبي القناة تسمى نطاق قناة بنما.

وحاولت بنما منذ سنوات عديدة مضت أن تتسلم السيطرة على القناة والمنطقة التابعة لها. وفي عام 1977م وقعت بنما والولايات المتحدة معاهدة جديدة تسلمت بنما بموجبها سلطات الحكم المحلية التشريعية على منطقة القناة في عام 1979 ، واحتفظت الولايات المتحدة بالسلطات الإدارية لبعض المنشآت العسكرية والمناطق الضرورية لتشغيل القناة والدفاع عنها. وأعطت المعاهدة بنما الحق في أن تتولى عمليات تشغيل القناة والمنشآت العسكرية المتعلقة بها ابتداءً من 31 ديسمبر عام 1999م، . / وال /
http://www.lana-news.ly/ara/news/view/40191/