طباعة هذه الصفحة

تسليم الاسلحة خطوة صعبة بالنسبة للمتمردين في كولومبيا -

الإثنين, 20 تشرين1/أكتوير 2014 13:19
مع انتهاء التعبئة في صفوف مقاتليها في كولومبيا قبل عشرين عاما، فضلت حركات تمرد مسلحة ان تصهر اسلحتها او تلقيها في البحر بدلا من تسلميها، وما تزال هذه المسالة حساسة جدا في خضم مفاوضات جارية بين الحكومة ومتمردي فارك .
وستطرح المسألة قريبا على جدول اعمال المحادثات مع القوات المسلحة الثورية في كولومبيا (فارك) الجارية منذ نحو سنتين في كوبا املا في تسوية اقدم نزاع في اميركا اللاتينية.
وقال انطونيو نافارو من قدماء مقاتلي حركة 19 ابريل (ام-19) التي خاضت حرب عصابات في المدن قبل حلها في التسعينيات، لفرانس برس "تسليم (سلاحك) يعني عملية استسلام".
واضاف نافارو الذي يشغل مقعدا في مجلس الشيوخ ان تسليم الاسلحة يمكن ان يكون "بتدميرها" او "تسليمها الى لجنة محايدة" لكن ليس الى السلطات.
وكان هو شخصيا حاضرا عندما القى عناصر حركة تمرد اخرى تدعى حزب العمال الثوري الذي كان ناشطا بين 1982 و1991، اسلحتهم في البحر .
وفي كولومبيا حيث اسفر النزاع المسلح طيلة نصف قرن عن سقوط حوالى 220 الف قتيل، هناك حركتان مسلحتان شيوعيتان تاسستا ابان الستينات وهما فارك التي تعد ثمانية الاف رجل وجيش التحرير الوطني 2500، حسب السلطات.
وضمن سياق المحادثات مع فارك، دخل جيش التحرير الوطني ايضا عملية مباحثات لم تؤد الى مفاوضات رسمية بعد.
ويتذكر احد عناصر هذه الحركة المسلحة ليون فلنسيا كيف توقف قسم منها عن العمل المسلح في 1994.
وقال لفرانس برس "قمنا بعملية تسليم اسلحة ووضعناها على منصة كبيرة ثم صهرت وحولناها الى اجراس" لكنائس عدة قرى.
وكانت هذه خطوة رمزية لحزب التحرير الوطني.
فهذا التمرد مستوحى من لاهوت التحرير، احدى الحركات التقدمية في اميركا اللاتينية خلال السبعينيات.
وقال فلنسيا "لم يحصل ابدا تسليم اسلحة من جيش التحرير الوطني، انها بمثابة هزيمة".
وهناك ايضا جيش التحرير الشعبي، الحركة الماوية التي حلت في 1991، واستخدمت بنادقها لبناء نصب تذكاري في شكل شجرة باتت قائمة في احدى حدائق ميديين ثان كبرى المدن الكولومبية في شمال غرب البلاد.
ويرى المقاتل السابق في تلك الحركة الفارو فياراغا الموظف حاليا في المركز الوطني للذاكرة التاريخية، ان تسليم الاسلحة ليس مجرد "مسالة تندرج في علم الدلالات"، وتذكر كيف قضى رفقاءه اسابيع وهم يطلقون النار في الهواء للتخلص من الذخيرة.
من جانبها اوضحت مديرة المرصد من اجل السلام، وهو مركز دراسات كولومبي، فيرا غرابي التي التي كانت تنشط في صفوف حركة ام-19، ان التخلي عن الاسلحة يشكل صدمة تعود الى ما يسمى بفترة "العنف" خلال الخمسينيات، عندما ارتكبت مجزرة بحق مقاتلين قتلوا ببنادقهم بعد استسلامهم.
وفي كوبا استبعد وفد الفارك الذي يشارك في مفاوضات السلام مع السلطات الكولومبية، تنظيم اي حفل كبير بهذه المناسبة.
وصرح احد المفاوضين اندريس باريس لفرانس برس في اب/اغسطس الماضي "لا احد قالها في الفارك ولم نقل شيئا للحكومة حول تسليم الاسلحة".
واضاف "اننا نصر على ذلك: لن يرى احد صورة يظهر فيها تسليم اسلحة الفارك".
وبما ان الموضوع ليس مدرجا على جدول الاعمال، ما زال الجدل لم يندلع بعد، غير ان ممثل الحكومة في المفاوضات نائب الرئيس السابق اومبرتو دي لا كايي سبق وقال ان من اجل التوقيع على السلام يجب على المقاتلين "وقف التجنيد وتسليم اسلحتهم".
20/10/2014
http://www.elaph.com/Web/News/2014/10/950911.html#sthash.ConcBeLM.dpuf

قراءة 1094 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)