طباعة هذه الصفحة

البرازيل في حاجة الى انعاش الاستثمار سواء ان فازت روسيف ام نيفيس

الجمعة, 24 تشرين1/أكتوير 2014 07:59
سيتعين على من سينتخب الاحد رئيسا للبرازيل ان يعد طاقما يستطيع استعادة الثقة اذا اراد انعاش النمو بمكافحة التضخم ومزيد من الصرامة في الميزانية واعطاء الاولوية الى الاستثمار كمحرك للاقتصاد.

على الاقل هذه هي الوصفة التي تطالب بها الاسواق والتي قال المحللون ان الرئيسة المنتهية ولايتها ديلما روسيف من حزب العمال (يسار) المرشحة الى ولاية جديدة، تركتها جانبا.

وركزت روسيف على الاستهلاك الداخلي والزيادة في الرواتب كمحرك للنمو وتدخل اعتبر مفرطا لدى البنك المركزي وفي تحديد اسعار الطاقة.

وبعد ارتفاع كبير في اجمالي الناتج الداخلي بلغ 7,5% في 2010، اصبح اكبر اقتصاد في اميركا اللاتينية الذي دخل في مرحلة ركود في النصف الاول من السنة الجارية، ماضيا نحو نمو ضعيف للسنة الرابعة على التوالي، وارتفع اجمالي الناتج الداخلي البرازيلي بمعدل يقل عن 2% في عهد روسيف مقابل 4% في عهد سلفها لويز انياسيو لولا دا سيلفا.

وقال الخبير في غولدمن ساتش البرتو راموس لفرانس برس "لا بد من تدخل اقل في سوق اسعار الصرف وفي تحديد الاسعار، واحترام الاهداف المحددة بشكل افضل في مجال التضخم وادارة الاموال العامة".

وترد ديلما روسيف على هذه الانتقادات بالقول "ليست الاسواق التي تنتخب" وبان سياستها سحمت باحتواء البطالة في مستوى منخفض جدا 5% رغم ظروف دولية متدهورة.

ووعدت باستبدال وزيرها للاقتصاد غيدو منتيغا وانعاش الاستثمار دون تغيير الخطوط الكبيرة في سياستها.

من جانبه يعد مرشح يمين الوسط آيسيو نيفيس مرشح الاوساط الاقتصادية بمنعطف ليبرالي لانعاش النمو واحتواء التضخم في البرازيل.

ويدعو وزيره للاقتصاد اذا فاز الاحد في الانتخابات، ارمينيو فراغا، رئيس البنك المركزي سابقا الى عدة اجراءات تدريجية لانعاش الاقتصاد لا سيما اصلاحا ضريبيا يستثني من الضرائب الايرادات والاستثمارات في البنى التحتية.

ويرى المحللون ان من الضروري احترام الفائض الاولي في الميزانية -الذي يستخدم لدفع فائدة الديون- والذي تراقبه عن كثب المؤسسات الدولية والذي تم خفض توقعاته.

ويؤكد اندري لايتي الاقتصادي لدى "تي ايه جي انفستيمنتوس" ان احد تلك المجالات الاساسية في انعاش نمو سابع اقتصاد في العالم هو الاستثمار في البنى التحتية المتقادمة والمتاخرة بثلاثين سنة.

ويضيف لكن بدون تغيير قواعد اللعبة كما رأينا ذلك في قطاع الكهرباء مع تغييرات في التسعيرة والمبيعات.

وقال "سيتعين على الرئيس الجديد ان يحدد للاسواق قوانين واضعة ومستقرة كي يتمكن المقاولون من الاستثمار باكثر سهولة".

ويقول الاقتصادي سامي دانا من مؤسسة جيتوليو فرغاس لفرانس برس ان "الحكومة الحالية ركزت على الاستهلاك الداخلي والقروض ونسيت انتاجية الشركات، لدينا كلفة ضخمة ويد عاملة باهظة الثمن ومشاكل لوجستية، البرازيل بلد باهظ الثمن وكل شيء يكبح النمو".

وقد تراجعت البرازيل من المرتبة الرابعة الى الخامسة عالميا في مجال الاستثمارات الاجنبية خلال 2013 وفق الامم المتحدة، وهذا هو التقهقر الاول منذ 2009.

وقطاعها الصناعي في ركود واضح واستثماراته متدنية.

واضطرت البرازيل تدريجيا للزيادة في نسبة الفوائد الاساسية حتى بلغت 11% سنويا وقد خفضتها كثيرا في 2011 لدعم الاقتصاد لكن النمو لم يأت وما انفك التضخم يرتفع حتى بلغ حاليا 6,75% اي اكبر من السقف المحدد 6,5%.

ويرى لايتي ان "اليوم اصبح ينظر الى البنك المركزي على انه ليس مستقلا وانه لا يبذل كل الجهود من اجل احتواء التضخم" وهو راي يشاطره طاقم نيفيس.

وترى روسيف ان "اعطاء البنك المركزي استقلاله" يعني جعله "سلطة رابعة" ما سيؤدي على حد قولها الى زيادة جديدة للنسب الفوائد وارتفاع البطالة.

ويريد طاقم نيفيس الحد من النفوذ الكبير الذي تتمتع به المصارف العامة للتنمية لا سيما بنك "بي ان دي اي اس" الذي يمول مشاريع يمكن ان توكل الى المصارف الخاصة.

لكن روسيف لا توافق على ذلك وتقول "من الذي سيمول البنى التحتية والمنازل الاجتماعية بفوائد متدنية".

ورغم ان آيسيو نيفيس يعد بانه لن يمس البرامج الاجتماعية، تلقى هذه المبررات صدى لدى خمسين مليون برازيلي من المعوزين الذين يستفيدون من تلك البرامج الاجتماعية التي حسنت ظروفهم المعيشية خلال السنوات ال12 التي حكمت فيها حكومات حزب العمال اليسارية.
24/10/2014
http://www.alarab.qa/story/378586/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D8%A7%D8%AC%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%86%D8%B9%D8%A7%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AB%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D8%B3%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%86-%D9%81%D8%A7%D8%B2%D8%AA-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%85-%D9%86%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%B3

قراءة 1084 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)