طباعة هذه الصفحة

ازدياد أعداد الأثرياء في أميركا اللاتينية رغم الهوة الكبيرة في توزيع الثروات

الأربعاء, 24 حزيران/يونيو 2015 10:47
23/06/2015
تسجل شركة "بورشه" للسيارات الفارهة بيع مركبة واحدة منها يوميا في تشيلي منذ مطلع العام الحالي، ما يعكس ازدياد عدد الاثرياء الاميركيين اللاتينيين الذين يسعى قطاع الصناعات الفاخرة الى جذبهم في حين يواجهون انتقادات بسبب ضعف الضرائب المفروضة عليهم في منطقة تشهد اكبر تفاوت في توزع الثروات في العالم.
ولدى وصولها سنة 2000، كانت هذه الشركة الالمانية المصنعة للسيارات الرياضية تبيع "اقل من 300 سيارة" سنويا في اميركا اللاتينية، على ما افاد جورج ويلز المدير العام للفرع الاقليمي للمجموعة الذي يتخذ في ميامي مقرا له في تصريحات لوكالة فرانس برس.
وفي العام 2014، باعت الشركة حوالى 3900 سيارة، وإذا كانت "المكسيك والبرازيل تسجلان اعلى المستويات، فإن المبيعات تشهد نموا يصل الى 60 % في اسواق اصغر مثل البيرو وكولومبيا وبنما" بحسب ويلز.
وأوضح المدير العام لشركة "ويلث اكس" الاستشارية السنغافورية ميكولاس رامبوس أن "عدد اصحاب الثروات يسجل طفرة كبيرة في العالم، وهذا الامر ينطبق ايضا على اميركا اللاتينية".
وتعد الشركة السنغافورية بالتعاون مع شركة "يو بي اس" تقريرا عالميا سنويا بشأن الاشخاص "فاحشي الثراء" الذين لا تقل قيمة ثرواتهم عن ثلاثين مليون دولار.
وتضم اميركا اللاتينية وحدها نحوى 15 الفا من هؤلاء، في ارتفاع نسبته 5 % في العام 2014.
أما عدد اصحاب المليارات وهو 151، فقد شهد ارتفاعا كبيرا بنسبة 38 %، ما يفوق التقدم المسجل في أي منطقة اخرى من العالم، وذلك بعدما جرى تقسيم بعض الثروات بين مجموعات ورثة اصبحوا بدورهم من اصحاب المليارات.
ويتميز الاثرياء الاميركيون اللاتينيون بتنوع مجالات عملهم واهتماماتهم، إذ أن منهم بعضا من كبار مالكي الأراضي ورؤساء المجموعات الناشطة في قطاع المناجم وعمالقة في مجال الاتصالات مثل المكسيكي كارلوس سليم صاحب شركة "اميركا موفيل" وثاني اثرى اثرياء العالم.
كما ان المعدل الوسطي لاعمار هؤلاء يبلغ حاليا 55 عاما بحسب ميكولاس رامبوس.
ومن بين اكثر القطاعات المهتمة بهذه الطفرة في اصحاب الثروات هي الصناعات الفاخرة. فقد شهدت السوق الاميركية اللاتينية بداية دخول العلامتين التجاريتين البارزتين لوي فويتون وشانيل قبل 20 عاما وتبعتهما أخرى من بينها ايرميس.
وخلال الجمعية العامة الاخيرة للمجموعة، اشار رئيس شركة ايرميس اكسيل دوما الى التقدم الذي حققه المصنع الفرنسي للحقائب واوشحة الحرير "في المكسيك والارجنتين وتشيلي وبنما"، مبديا اسفه "للمستويات المرتفعة للتعرفات الجمركية" المفروضة في البرازيل ما يؤدي الى ارتفاع كبير في الاسعار.
وبالفعل فإن الطريق امام هذه الشركات ليست سهلة.
وروى جورج ويلز "في الارجنتين كنا نبيع 250 سيارة (سنويا) قبل اقل من عامين، وفجأة ظهرت ضرائب ورسوم جديدة، ما ادى الى زيادة في اسعارنا بنسبة 100 %. اليوم نجد صعوبة في بيع 50".
لكن هذه الصعوبات لا تكبح الشهية المفتوحة في القطاع. فبحسب مجموعة يورومونيتور، من المتوقع ان تبلغ قيمة سوق المنتجات الفاخرة في اميركا اللاتينية 26,5 مليار دولار سنة 2019، اي بزيادة 88,8 % مقارنة مع العام 2014، وهي اكبر نسبة نمو في العالم.
وقد افتتحت شركة "ناتيكسيس غلوبال مانجمنت" المتخصصة في ادارة الثروات الكبيرة، اخيرا اول مكاتب لها في مكسيكو ومونتيفيديو.
وأوضحت المديرة العامة للوحدة التجارية لمنطقة شبه الجزيرة الايبيرية في شركة "أن جي ايه ام" صوفي ديل كامبو من مدريد أن "ما خلصنا اليه هو ان (اميركا اللاتينية) هي من مناطق العالم التي تشهد نموا هائلا في ثروة الاشخاص الطبيعيين".
ولفتت الى عزم الشركة افتتاح مكتب ثالث في كولومبيا لتغطية اسواق "في البرازيل وبلدان اخرى في اميركا الجنوبية".
هذا الصعود الكبير لطبقة الميسورين يتعارض بقوة مع الواقع الاجتماعي في المنطقة التي تشهد بحسب الخبراء الاقتصاديين الهوة الاكبر في توزع الثروات في العالم.
وعلى سبيل المثال في نيكاراغوا التي تبلغ نسبة الفقراء فيها 42,5 % بحسب البنك الدولي، ثمة 210 اشخاص من "فاحشي الثراء" بحسب "ويلث اكس". وتبلغ القيمة التراكمية لاجمالي ثرواتهم 30 مليار دولار.. اي 254 % من اجمالي الناتج المحلي في البلاد. وأبرز سمات انعدام العدالة الاجتماعية في اميركا اللاتينية ليست العدد الكبير للفقراء بل التركز الكبير للثروات لدى عدد صغير من الاشخاص، بحسب خوان بابلو خيمينيث الخبير في اللجنة الاقتصادية لاميركا اللاتينية ودول الكاريبي (سيبال) التابعة للامم المتحدة والتي تتخذ مقرا لها في تشيلي.
كذلك فأن هؤلاء الاثرياء "يدفعون القليل من الضرائب" نظرا الى ان "الضريبة على الدخل والثروات ضعيفة جدا كما أن الضريبة على الميراث شبه معدومة"، بحسب خيمينيث الذي دعا الى "زيادة الضغط الضريبي على الاشخاص الذين يملكون اموالا اكثر لتمويل الخدمات العامة والنفقات الاجتماعية". - (وكالات)
http://www.alghad.com/articles/877957-%D8%A7%D8%B2%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AF-%D8%A3%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AB%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%B1%D8%BA%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%AA

قراءة 1086 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)