31/10/2017
للمرة الأولى، الغرفة التجارية لإسرائيل وأمريكا اللاتينية ستأخذ شركات إلى هافنا في ديسمبر، بهدف إقامة شراكة مباشرة مع النظام وشركات تملكها الحكومة
منحت الحكومة الإسرائيلية موافقتها الضمنية لوفد من رجال الأعمال الإسرائيلي الذي من المقرر أن يتوجه إلى كوبا قريبا، في محاولات للدفع بعلاقات تجارية مع عدد من الشركات المملوكة للحكومة ومع النظام نفسه. وتجدر الإشارة إلى عدم وجود علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وهافانا.
وسيكون الوفد المتوجه إلى كوبا، والمقرر أن يسافر إلى هافانا في شهر ديسمبر، هو الأول على الإطلاق الذي يزور الدولة الجزرية وقامت بتنظيمه الغرفة التجارية لإسرائيل وأمريكا اللاتينية، وهي منظمة غير حكومية تسعى إلى الدفع بالمصالح التجارية الإسرائيلية في القارة.
وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة، غابرييل حايون لتايمز أوف إسرائيل خلال مقابلة أجريت معه في الشهر الماضي أنه كان على اتصال مع وزارة الخارجية حول رحلة تستمر لثلاثة أيام، وبأنه “لم تكن اعتراضات” للوزارة على زيارة وفد رجال الأعمال إلى كوبا.
بداية تم وضع شعار وزارة الخارجية على منشور يعلن عن “ندوة دراسية” ستُعقد في الشهر المقبل في تل أبيب، وشملت قائمة المتحدثين رئيس شعبة أمريكا اللاتينية في وزارة الخارجية يوعيد ماغين.
بعد أن توجه تايمز أوف إسرائيل لوزارة الخارجية للاستفسار حول ما إذا كانت بالفعل قد أعطت رعايتها رسميا للندوة، تم إزالة شعار الوزارة واسم ماغين من الدعوة، التي تم نشرها على الموقع الإلكتروني للمنظمة.
وقال عمانويل نحشون، المتحدث بإسم الوزارة، لتايمز أوف إسرائيل، إن “هذه مبادرة للقطاع الخاص، لا علاقة لوزارة الخارجية فيها”، رافضا الخوض في التفاصيل.
وقال حايون، في مقابلة أخرى، أنه تم وضع شعار وزارة الخارجية على الدعوة للندوة في تل أبيب من دون الحصول على تصريح، وتمت إزالته بعد أن طلب مسؤولون في القدس من المنظمين القيام بذلك.
وتم إضافة الشعار إلى الدعوة في البداية، كما قال، من أجل إعطاء الندوة – التي تبلغ تكلفة المشاركة فيها 75 شيقل لكل مشارك – جاذبية أكبر. “كان ذلك نوعا من التباهي بالأسماء”، كما قال.
وكانت هافانا قد قطعت علاقاتها بشكل أحادي مع القدس قبل نحو 40 عاما وتُعتبر من أشد المنتقدين للسياسات الإسرائيلية منذ ذلك الحين. على مدى عقود، كان إسرائيل البلد الوحيد الذي صوت مع الولايات المتحدة ضد مشروع قرار سنوي في الأمم المتحدة يدعو إلى رفع الحظر الاقتصادي على الدولة الجزرية.
في عام 2015، أعاد الرئيس الأمريكي حينذاك باراك أوباما إنشاء علاقات دبلوماسية مع كوبا، لكن خلفه، دونالد ترامب، انتقد التقرب في العلاقات بين واشنطن وهافانا وتعهد بإلغائه.
وقد ربطت أفرادا إسرائيليين منذ فترة طويلة علاقات تجارية مع كوبا، أبرزهم الوزير السابق رافي إيتان.
وتسعى الغرفة التجارية لإسرائيل وأمريكا اللاتينية في رحلتها المقبلة إلى تحويل الوضع الاقتصادي السيء للبلاد “إلى فرصة” لرجال الأعمال الإسرائيليين، بحسب المادة الدعائية.
وقال حايون أنه من المتوقع أن ينضم ما بين 15-20 من المدراء الإسرائيليين في مجالات الزراعة والطاقة المتجددة والمياه وإنتاج الأغذية والعقارات الصيدلية والكيماويات إلى الرحلة.
وقال في بريد إلكتروني لتايمز أوف إسرائيل “بناء على طلب الكوبيين، ندعو الشركات الإسرائيلية الراغبة في الاستثمار أو الدخول في مشاريع مشتركة مع الحكومة الكوبية (أو شركات مملوكة للحكومة)، في إطاري BOT (البناء والتشغيل والنقل) أو PPP (الشراكة بين القطاعين العام والخاص)”.
وأوضح أن الندوة الدراسية في تل أبيب، التي ستُعقد تحت عنوان “القيام بأعمال تجارية مع كوبا”، تهدف إلى تثقيف الجمهور بشأن المناخ الحالي في البلاد.
وقال حايون: “اتصل بنا العديد من رجال الأعمال منذ زيارة أوباما التاريخية في هافانا [في مارس 2016]، وطلبوا معلومات حول ’قواعد اللعبة’ في كوبا، وكيفية القيام بأعمال تجارية، وحماية الملكية الفكرية والملكية العقارية. إن التوجيهات والكتيبات الإرشادية حول إنشاء شركات والحقوق والواجبات غير واضحة. لذلك ستقدم هذه الندوة الأجوبة على معظم الأسئلة الأساسية”
ردا على سؤال حول العقوبات الأمريكية ضد كوبا، رد حايون أن منظمته هي مجرد “ميّسرة أعمال، وليست وكالة حكومية. بالتالي، نحن نقدم المعلومات”.
وأضاف: “سنتطرق إلى المسائل القانونية، والحظر الأمريكي والتخفيف من المخاطر في العمل مع النظام الكوبي. وسننصح بالتأكيد المواطنين الأمريكيين والعاملين في شركات أمريكية عدم المشاركة في الوفد”.
ورفض حايون المخاوف إزاء الترويج لأعمال تجارية مع دولة يهاجم قادتها إسرائيل بشكل روتيني وشرس فوق كل منصة ممكنة.
وقال: “كوبا غير مصنفة كعدو لإسرائيل (…) إن الأعمال التجارية هي أفضل جسر للدبلوماسية. يمكن للشركات الإسرائيلية تزويد الشعب الكوبي بحلول فعالة كثيرة من حيث التكلفة لتحسين جودة حياتهم. بما أننا لسنا الحكومة، فنحن نتجنب أي تأثير سياسي على عملية صنع القرارات التجارية”.
http://ar.timesofisrael.com/%D9%88%D9%81%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D8%AA%D9%88%D8%AC/