طباعة هذه الصفحة
13/07/2018في مزرعتها في ولاية بيرنامبوكو الشمالية الشرقية، تتخذ فلورنسيا دوس سانتوس مأوى لها من الحرارة الشديدة، من خلال مراقبة التلفزيون.حين سئلت عن المرشح الذي تدعمه في الانتخابات الرئاسية الأكثر غموضاً في التاريخ الحديث، قالت إنها لا تعرف سوى لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الرئيس السابق الموجود الآن في السجن بسبب تهم الفساد.وأضافت: "لم أسمع عن أي من الآخرين حتى الآن". وهي تخطط للتصويت لمصلحة لولا، أو في حالة احتمال منعه من الترشح بسبب إدانته، لمصلحة مرشح يختاره لولا.كيف ستكتشف من هو ذلك الشخص؟ من خلال التلفزيون والراديو. على الرغم من أن ساحة المعركة الانتخابية تحولت من وسائل الإعلام التقليدية إلى وسائل الإعلام الاجتماعية، لا سيما في المناطق الحضرية، إلا أن البث التلفزيوني وليس موقعي تويتر أو فيسبوك سيظل حاسما في تصويت تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، كما يقول كثير من المحللين.المشكلة هي أنه على عكس وسائل الإعلام الاجتماعية، فإن موجات الأثير وسط غير متكافئ.تظهر دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث، أن 53 في المائة فحسب من البرازيليين البالغين يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعية، وهي نسبة أقل حتى من فنزويلا التي تعاني الأزمات. وفي حين أن نحو 98 في المائة من المنازل البرازيلية لديها تلفزيون، إلا أن 61 في المائة فقط من السكان يمكنهم الوصول إلى الإنترنت، كما يقول مركز دراسات تكنولوجيات المعلومات والاتصالات.وقال ماورو بولينو، مدير مركز استطلاعات الرأي، داتافولها: "سيظل التلفزيون أكثر تأثيراً من الإنترنت في هذه الانتخابات". يتمتع المرشحون الرئيسون، الوطني اليميني المتطرف جائير بولسونارو وداعية حماية البيئة مارينا سيلفا، بمتابعة قوية على وسائل التواصل الاجتماعية، لكنهما ينتميان إلى أحزاب صغيرة ويفتقران حتى الآن إلى تحالفات حزبية.وهذا أمر بالغ الأهمية؛ حيث إن القانون البرازيلي لا يسمح بالإعلانات التلفزيونية والإذاعية الانتخابية المدفوعة. يتم تخصيص وقت البث بدلاً من ذلك وفقًا لعدد المشرعين داخل ائتلاف حزب المرشح. يمتلك الحزب الاجتماعي الليبرالي بقيادة بولسونارو ثمانية مشرعين، في حين أن حزب ريدي REDE التابع لسيلفا لديه نائبان فقط من إجمالي 513 نائباً.من دون ائتلاف قوي، من المرجح أن تظهر إعلانات المرشح لمدة ثوانٍ خلال وقت الغداء ووقت البث الرئيس، في حين أن التحالفات الكبيرة ستحظى بمدة زمنية أكبر بكثير من إجمالي 25 دقيقة موزعة في اليوم، فإن هذا من شأنه أن يترك كثيرا من المرشحين معتمدين على وسائل الإعلام الاجتماعية، التي لديها وصول محدود في المناطق الأقل نموا.في الاستطلاعات الحالية، يتراجع جيرالدو الكمين من تيار الوسط في حزب الديمقراطية الاشتراكية البرازيلية، الذي يضم 49 نائبا في الكونجرس. غير أن المحللين يتوقعون منه أن يحصل على قفزة في الدعم بمجرد بدء الحملة التلفزيونية في آب (أغسطس) المقبل، خاصة إذا نجح في مفاوضات للانضمام إلى أحزاب الوسط الرئيسة الأخرى، مثل حزب الحركة الديمقراطية البرازيلية الذي يضم 51 نائبًا. يضيف باولينو أن التحالف بين حزب الديمقراطية الاشتراكية البرازيلية، والحركة الديمقراطية البرازيلية يمكن أن يمهد الطريق أمام دخول التحالف جولة ثانية من التصويت؛ بسبب الشريحة السخيّة من البث الموجودة تحت تصرفه. وهذا من شأنه أيضا أن يعزز سيرو جوميز من يسار الوسط إذا حصل على تصريح من لولا ويدير ائتلافا مع حزب العمال الذي يتبع له، الذي يضم 61 نائبا، مع أشخاص آخرين يساريين.نمت الشبكات الاجتماعية بشكل كبير في البرازيل، ما حولها إلى رابع أكبر سوق لموقع فيسبوك بعد الهند والولايات المتحدة وإندونيسيا. هذا من شأنه أن يلعب دورا مهماً في التصويت. على أن وسائل الإعلام الاجتماعية يغلب عليها تعزيز وجهات النظر الحالية بدلاً من تغييرها.يجادل ماركوس دانتاس، أستاذ الاتصالات في الجامعة الفيدرالية في ريو دي جانيرو، بقوله: "يمكن لوسائل الإعلام الاجتماعية التأثير في الأشخاص المتصلين أصلاً بالإنترنت الجيد، وهم أقلية من السكان الذين حددوا موقفهم من قبل".علاوة على ذلك، هناك منافسة شديدة الاستقطاب تميزت بغضب شعبي واسع النطاق لدى الطبقة السياسية في أعقاب سلسلة من فضائح الفساد، فالبرازيل أرض خصبة للتضليل. تُظهر دراسة أعدها معهد رويترز لدراسة الصحافة، أن البرازيليين هم أكثر الناس "قلقا" في العالم حول ما هو حقيقي ومزيّف على الإنترنت.بالنسبة إلى علي كامل، المدير العام للصحافة في جلوبو، أكبر مجموعة إعلامية في البلاد، فإن الشبكات الاجتماعية: "بيئة مواتية لنشر المعلومات المضللة، لذا فهي تعزز دور وسائل الصحافة المهنية؛ لأن الجمهور يلجأ إلى تلك الوسائل لتأكيد ما هو حقيقة أم لا".لدى البرازيل أجهزة تلفزيون بعدد السكان. ويقول علي كامل إنه رغم أن النقاد يهاجمون جلوبو من اليمين واليسار على حد سواء، إلا أن برنامج أخبار الشبكة في الوقت الرئيس، وهو النشرة الوطنية، حصل للتو على أعلى تقييمات خلال ست سنوات؛ حيث كان لديه جمهور يتألف من نصف الأسر التي تمتلك جهاز تلفزيون.من جانب آخر، فإن الشبكات الاجتماعية لا تمتلك حتى الآن القوة لاختيار الرئيس، بحسب ما يقول ماكرو فاكو، وهو أستاذ ورئيس الاتصالات والتسويق لدى مؤسسة جيتوليو فارجاس في ريو دي جانيرو. ويضيف: "التلفزيون في البرازيل لا يزال وسيلة إعلام جماهيرية، وهي مكانة لا تحظى بها الشبكات الاجتماعية حتى الآن".http://www.aleqt.com/2018/07/13/article_1419181.html