وكان الطرفان توصلا في 2013 الى اتفاقين جزئيين حول أهم موضوعين في مفاوضاتهما وهما التنمية الريفية ومشاركة الميليشيا المتمردة في الحياة السياسية بعد التوصل لاتفاق سلام شامل.
وباتفاقهما على هذه النقطة الثالثة يبقى امام الحكومة والمتمردين ثلاث نقاط اخرى هي تعويضات ضحايا النزاع -الذي خلف في نصف قرن مئات الاف القتلى وحوالى 4.5 مليون نازح- والانهاء الفعلي للعمليات العدائية وآلية المصادقة على اتفاق السلام النهائي.
وتأتي هذه الخطوة الجديدة على طريق تحقيق السلام قبل اسبوع واحد من الانتخابات الرئاسية المقررة في كولومبيا والتي تشير استطلاعات الرأي الى أن الأوفر حظا للفوز فيها هو الرئيس خوان مانويل سانتوس الذي اطلق هذه المفاوضات التاريخية مع الحركة المتمردة.
وقبيل ساعات من الاعلان عن التوصل لهذا الاتفاق الجزئي الثالث، أعلنت فارك انها ستوقف كل انشطتها العسكرية من 20 ولغاية 28 مايو الجاري بمناسبة الانتخابات.
وللمرة الأولى سيشمل وقف اطلاق النار هذا حركة التمرد الكبيرة الثانية في كولومبيا "جيش التحرير الوطني"، وذلك خلافا لما حصل في الهدنتين السابقتين اللتين اعلنتا منذ انطلاق مفاوضات السلام واللتين التزمت بهما فارك لوحدها.
فارك المتمردة
وقوات كولومبيا المسلحة الثورية، (اختصارا: فارك)، تنظيم ثوري يساري يحارب حزب المحافظين الحاكم في كولومبيا تأسس سنة 1964 كجناح عسكري للحزب الشيوعي الكولومبي وكحركة عسكرية تعتمد حرب العصابات كاستراتيجية له.
في فترة الثمانينيات تورط التنظيم في تجارة المخدرات مما أدى إلى انفصال بين الحركة والحزب الشيوعي الكولمبي وتقدر أعداد المنضمين إلى الحركة حسب التقديرات الحكومية الكولمبية إلى ما بين ستة آلاف وثمانية آلاف جندي.
ينتشر التنظيم 15 إلى 20 % من أراضي كولمبيا في مناطق الغابات والادغال والمناطق الجبلية في سفح جبال الانديز ومنها يشن هجمات حرب عصابات بين الحين والآخر.
وتم ادراج المنظمة على لائحة الإرهاب الأمريكية والاتحاد الأوروبي وبرلمان أمريكا اللاتينية وكندا سنة 2005. بينما ترفض كل من فنزويلا وكوبا هذا التصنيف ويطالب الرئيس الفنزويلي شافيز باعتبار الحركات اليسارية الثورية قوات محاربة لأن ذلك من شأنه ان يضطر الحركة إلى ترك اعمال الخطف والارهاب من أجل احترام اتفاقيات جنيف في بداية مارس 2008 قامت القوات الكولمبية بالهجوم على أحد معسكرات فارك داخل الأراضي الإكوادورية وقتلت راؤل رييس الرجل الثاني في التنظيم والمتحدث الرسمي باسم الحركة مما تسبب في أزمة دبلوماسية حادة بين الإكوادور وكولمبيا وبين فنزويلا وكولمبيا وكاد ان يتسبب في حرب إقليمية وتبع ذلك اغتيال ايفان ريوس أحد قادة الحركة على ايدي أحد اتباعه وقد شكلت هذه الأحداث أكبر ضربة عسكرية للحركة في الأربعة عقود الفائتة.
لمحة عامة
وتعلن الحركة نفسها كحركة سياسية عسكرية ماركسية لينينة يقودهاة مانويل مورلاندو وستة آخرين من بينهم راؤل رييس المغتال في أول مارس 2008 وتعلن الحركة نفسها أنها المدافع عن الفقراء في الريف الكولمبي ضد الطبقات الأكثر ثراء وتحارب النفوذ الأمريكي في كولومبيا، والشركات متعددة الجنسيات وخصخصة الموارد الطبيعية وذلك من أجل التمهيد لثورة يسارية مسلحة.
تمول الحركة عملياتها العسكرية من عمليات الخطف والابتزاز وتجارة المخدرات وتعلن الحركة أنها مستعدة لعمل حوار مع الحكومة الكولمبية من أجل أنها الأزمة في البلاد ولكن تحت شرو ط معينة منها تحديد مكان وإطلاق سراح كل أعضاء الحركة و المعتقلين ولكن في نفس الوقت تعلن الحركة أنها ستواصل القتال من اجل تحقيق أهدافها الثورية والنضالية يعتبر الكثير من النقاد أن حركة فارك تحولت عن الكثير من أهدافها الثورية في بداية النزاع فخطف المدنيين وابتزازهم وزرع الألغام ومهاجمة الأهداف المدنية وتجارة المخدرات وتجنيد الأطفال "طبقا لنظام فارك فإن اي فرد فوق الـ 11 عاما مؤهل لحمل السلاح والقتال. كل هذه الأعمال ليست بأي حال جزء من الأهداف الثورية للحركة و يعتبر حوالي من 20 إلى 30 % من مقاتلي الحركة هم من الأطفال تحت سن الـ 18 عاما.
بوتوجا – ش – وكالات
http://shabiba.com/News/Article-43272.aspx