«نيفيس» وتغيير البرازيل

الثلاثاء, 14 تشرين1/أكتوير 2014 07:41

إذا فاز مرشح المعارضة «ايسيو نيفيس» في الجولة الثانية من الانتخابات البرازيلية المقرر إجراؤها في السادس والعشرين من أكتوبر الجاري - وهي إمكانية لا تستبعدها كل استطلاعات الرأي تقريباً – فإن أكبر دولة في أميركا اللاتينية «ستنزع الصفة السياسية» عن سياستها الخارجية، وتنهي 12 عاماً من العلاقات التفضيلية مع فنزويلا والأرجنتين، وغيرها من الحكومات اليسارية، وفقاً لما يقوله كبار مساعدي «نيفيس».
وقد كان «نيفيس»، وهو حاكم سابق والمرشح عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بمثابة مفاجأة كبيرة في الجولة الأولى من الانتخابات التي أجريت يوم الأحد قبل الماضي. فقد انطلق من المركز الثالث إلى المركز الثاني في الانتخابات، ما يؤهله لمنافسة الرئيسة المنتهية ولايتها «ديلما روسيف» من حزب «العمال اليساري»، والتي حصلت على 42 في المائة من الأصوات.
ومن المرجح أن يقرر أنصار مرشحة المعارضة المهزومة «مارينا سيلفا»، والتي حصلت على 21 في المائة من الأصوات، مصير الجولة الثانية من الانتخابات. ويوافق معظم المحللين السياسيين على أن «سيلفا» لن تدعم «روسيف» في جولة الإعادة، لأنها تشعر بمرارة تجاه الرئيسة التي هاجمتها بقسوة غير عادية خلال الحملة الانتخابية.
يقول «موريللو دي أراجاو»، رئيس شركة «أركو» للتحليل السياسي في البرازيل: «إنه من المتوقع على نطاق واسع أن (سيلفا) ستدلي ببيان عام لدعم ايسيو». وأضاف: «إن ديلما روسيف في موقف صعب للغاية، لأن 55 في المائة من الناخبين البرازيليين يريدون تغييراً».
وذكر «روبنز باربوسا»، رئيس فريق السياسة الخارجية لحملة «نيفيس»، في لقاء معه عبر الهاتف يوم الاثنين، أنه في حالة فوز مرشحه في جولة الإعادة، فإن البرازيل ستضع حداً لسياستها الخارجية التي انتهجتها خلال الـ12 عاماً الماضية، والتي وصفها بأنها تستند على «انتماءات أيديولوجية» بدلاً من مصالح البرازيل الوطنية.
وقال «باروسا»، وهو سفير سابق للبرازيل في واشنطن: «إذا فاز ايسيو، فسيحُدث تغييراً كبيراً في سياسة البرازيل الخارجية في المنطقة». وأضاف: «سيتم نزع الصفة السياسية تماماً عن سياسة البرازيل تجاه دول أميركا اللاتينية، وسنقوم بتنويع شراكاتنا مع الدول كافة في المنطقة، بغض النظر عن أيديولوجياتها».
واستطرد السفير السابق قائلاً: «إن السياسة الخارجية للبرازيل، والتي بدأت في عهد الرئيس السابق (لويس ايناسيو لولا دا سيلفا)، تعتمد على إعطاء أولوية للعلاقات مع الدول الأعضاء في كتلة (ميركوسور) الاقتصادية في أميركا الجنوبية». ويضم التحالف الإقليمي كلاً من البرازيل والأرجنتين وفنزويلا وأوروجواي وباراجواي.
لكنَّ المصدرين البرازيليين يشكوان من أن «ميركوسور» كانت تشكل عائقاً أمام نمو البرازيل، حيث إنها تمنعها من التوقيع بشكل منفرد على أي اتفاق للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي الذي يضم 28 دولة أو مع أي دولة أخرى خارج الدول الأعضاء. وتتطلب قواعد كتلة الميركوسور أن يتم التفاوض على أي اتفاق للتجارة الحرة من قبل الدول الأعضاء كافة، بيد أن كلاً من الأرجنتين وفنزويلا تعارض هذه المفاوضات خارج المنطقة.
وأشار «باروسا» إلى أن حكومة «نيفيس» ستصل إلى دول الاتحاد الأوروبي، والاقتصادات المؤيدة للسوق، مثل المكسيك وتشيلي وكولومبيا وبيرو، بحثاً عن اتفاقات تجارية جديدة.
وقال: «إذا كانت الأرجنيتن وفنزويلا تعارضان مثل هذه المباحثات التجارية خارج المنطقة، فإننا سنتخذ أي خيار غير مطروح»، مشيراً إلى أن البرازيل قد تتحالف مع أوروجواي وباراجواي بغض النظر عن معارضة الأرجنتين وفنزويلا.
وقال رئيس فريق السياسة الخارجية لحملة نيفيس: «سنعمل على تعزيز علاقات أقوى من الدول المتقدمة، من دون تعريض علاقاتنا مع الدول النامية للخطر»
وأضاف: «إن سياسة البرازيل في الوقت الحالي تعطي أولوية مطلقة للعلاقات بين الجنوب والجنوب، وتضع العلاقات مع الدول المتقدمة في المرتبة الثانية. إن برنامجنا يدعو إلى إعطاء الأهمية نفسها لعلاقات البرازيل بالدول المتقدمة، كما هي الحال مع الدول النامية، من أجل الحصول على التقنيات المتقدمة والابتكار».
ولكن إذا كان القائمون على استطلاعات الرأي والنقاد السياسيين محقين في تفسير الرسالة الرئيسة للجولة الأولى من الانتخابات البرازيلية، وهي أن 55 في المائة من البرازيليين يريدون تغييراِ، فإن «نيفيس» يبدو وكأنه يجسد هذه الرغبة.
أندريس أوبنهايمر
كاتب أرجنتيني متخصص في شؤون أميركا اللاتينية
14/10/2014
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=81751

 

قراءة 1068 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)