فقد اظهرت الاشهر الستة الاولى من العام برأيه “المكسيك الوهمية للنخبة السياسية والاقتصادية” قبل ان “يظهر فجأة وجه المكسيك الذي كانت عليه على الدوم لكنه كان مغطى بصورة فنية من قبل الطبقة السياسية”.
وفي نظر الرئيس الشاب النشط انريكي بنيا نيتو (48 عاما) كانت سنة 2014 بالاحرى عاما جيدا حتى تلك الليلة المشؤومة في 26 ايلول/سبتمبر عندما هاجمت الشرطة المحلية 43 طالبا ومدرسا في ولاية غيهيرو الفقيرة (جنوب) وسلمتهم الى مهربي مخدرات عمدوا كما يعتقد الى قتلهم.
وتحت شعار “انقاذ مكسيكو” بدا الرئيس كمنقذ للبلاد في شباط/فبراير على الصفحة الاولى لمجلة تايم التي اشادت بقدرته على خفض عدد عمليات القتل بنسبة 29% منذ وصوله الى الحكم في العام 2012.
وبعد بضعة اسابيع من ذلك وتحديدا في 22 شباط/فبراير، علق وسام اخر على صدره مع توقيف جواكيم “ال شابو” غوزمان زعيم كارتل سينالوا الذي يعتبر في رأس قائمة المطلوبين في العالم.
وفي التاسع من اذار/مارس قتلت قوات الامن زعيما اخر لعصابات المخدرات يدعى نزاريو مورينو الملقب “ال شايو” مؤسس كارتلي “فاميليا” و”فرسان الهيكل”.
واخيرا في تشرين الاول/اكتوبر بفارق اسبوع القي القبض على هكتور بلتران ليفا زعيم الكارتل الذي يحمل اسم عائلته واحد اكثر المطلوبين في المكسيك والولايات المتحدة، ثم فيسنتي كاريلو فونتس زعيم كارتل “خواريز″.
وعلى صعيد اخر حقق الرئيس نجاحا في اب/اغسطس مع تصويت البرلمان على اصلاحه الهام برمزيته الذي ينهي 76 عاما من احتكار الشركة الوطنية بيميك قطاع التنقيب عن النفط ليفتح بذلك الطريق امام المستثمرين الاجانب.
لكن اشباح ماضي البلاد عادت تلاحقه اواخر ايلول/سبتمبر مع بدء عملية البحث اليائسة لاهالي الطلاب ال43 الذين فقدوا في ايغوالا.
وفي مطلع كانون الاول/ديسمبر تم التعرف الى هوية احدهم بين البقايا البشرية المتفحمة التي عثرت عليها الشرطة في مكب ونهر استنادا على معلومات ادلى بها مهربو مخدرات اعترفوا بقتلهم.
وبذلك اضمحلت الامال بالنسبة للطلاب ال42 الاخرين، حتى وان واصلت عائلاتهم المطالبة باستمرار عمليات البحث، لكن ايضا باستقالة انريكي بنيا نييتو المتهم بانه تأخر في ادراك حجم المأساة.
وكشف التحقيق حالة العنف الشديد السائدة في ولاية غيريرو حيث كشفت مقابر جماعية سرية مع العثور على 38 جثة.
وقد نزل الاف المكسيكيين الذين ضاقوا ذرعا بالحرب على كارتلات المخدرات التي خلفت مئة الف قتيل او مفقود منذ 2006، الى الشوارع للتظاهر فيما تدهورت شعبية الرئيس الى نحو 40%، وهو ادنى مستوى لرئيس مكسيكي منذ عشرين سنة.
ولفت خافيير اوليفا الخبير في شؤون الامن في الجامعة الوطنية المستقلة في مكسيكو الى “ان مستوى الغضب مرتفع الى درجة لم يعد معها سوى قلة من الناس تتذكر الاصلاحات بشأن الطاقة والاتصالات” التي اجراها بنيا نييتو.
وقال ان الازمة قد “تتفاقم” ان واصلت الحكومة “الارتجال”.
واضطر الرئيس الذي طالما آثر التركيز على القوة الاقتصادية للمكسيك، لمواجهة المشكلة معلنا عن مشروع اصلاح دستوري ينص على حل اجهزة الشرطة البلدية التي تسللت اليها العصابات الاجرامية بشكل واسع.
لكن عددا من المحللين ومنظمات حقوق الانسان ابدوا تشكيكا في فعالية ذلك مشيرين الى ان الجريمة المنظمة والفساد ينخران كل مستويات السلطة.
واعتبر ادم ايساكسون الخبير في الشؤون الامنية في مركز ابحاث عن اميركا اللاتينية في واشنطن “ان ذلك يمكن ان يساعد في بعض الولايات، لكن هذا الاقتراح يستند الى فرضية غريبة بعض الشيء مفادها ان اجهزة الشرطة التابعة للدولة والفدرالية في حالة افضل”.
مكسيكو- (أ ف ب) –
http://www.raialyoum.com/?p=191865
14/12/2014