13/01/2014
قبل اللقاء الذى جرى بين الرئيسة ديلما روسيف، ونائب الرئيس الأمريكى جو بايدن، فى الأول من يناير، كان وزير الخارجية الأمريكية، جون كيرى، قد طلب من نظيره البرازيلى، لويز ألبرتو فيجيريدو، السفر على وجه السرعة إلى واشنطن للبدء فى متابعة جدول أعمال زيارة الرئيسة ديلما روسيف للولايات المتحدة الأمريكية.
وكما هو معروف، فإن الزيارة التى كان يجب أن تتم فى العام الماضى، لكن جرى تعليقها بسبب قضية تجسس الإدارة الأمريكية على الرئيسة البرازيلية والتى أحدثت شرخا كبيرا فى العلاقات بين البلدين.
فيجيريدو وزير خارجية البرازيلى السابق، لم يرد على رسالة كيرى لأنه لم يعرف ما إذا كان سيبقى فى منصبه أم لا، لكن الاقتراح لا يزال سارى المفعول أمام الوزير الجديد، ماورو فييرا.
وعلاوة على ذلك، فإن ملامح هذه الزيارة بدأت فى أخذ خطوطها العريضة فى الاجتماع بين روسيف وبايدن على هامش حفل تنصيب الرئيسة البرازيلية.
روسيف كانت واضحة خلال لقائها جون بايدن، حيث قالت: إنها لا تريد أن تكون زيارتها إلى واشنطن زيارة أصحاب "رابطة العنق السوداء"، أى زيارة شكلية فقط، ولكنها تريدها زيارة جوهرية يتم فيها الاتفاق على أسس ثابتة فى مجالات التعاون بين البلدين، وهذا ما أوضحته لبايدن.
التقط نائب رئيس الولايات المتحدة الموضوع وقال إن بلاده لديها وضوح تام بجدول الأعمال الذى ترغب به وتأمل بتطويره مع البرازيل، وإن ما ينقصهم هو جدول الأعمال البرازيلى الذى تريده السيدة روسيف رئيسة الجمهورية بما ينقل العلاقة بين البلدين إلى مستو آخر وأعلى، وهذا ما أعربت عنه الرئيسة البرازيلية لبايدن.
تدرك الرئيسة البرازيلية أن الأوضاع فى بلادها لا تحتمل زيارات المجاملة وإنما تحديد جدول أعمال وأجندة واضحة تحقق الأهداف المرجوة.
قبل فضيحة التجسس، كانت العلاقات بين البرازيل والولايات المتحدة فى أفضل أوقاتها منذ أى وقت مضى. وبالتالى فإن الصعود خطوة للأمام يتطلب من الولايات المتحدة الأمريكية إثبات ليس حسن النيات فقط، وإنما وضوح الرؤية فى العلاقات السياسية والاقتصادية.
اللقاء بين الطرفين تم التأكيد خلاله أن التعاون يجب أن يكون أكثر ديناميكية بكثير، حيث سلطت ديلما الضوء على محور التبادل التجارى، وذكرته بأن بلاده الولايات المتحدة قد أخلت موقعها لمصلحة الصين التى تربعت على مقعد المركز الأول فى التجارة مع البرازيل.
وركزت ديلما روسيف فى حوارها مع نائب الرئيس الأمريكى أيضا على التعاون فى مجال قطاع الدفاع، ليشمل مكافحة الجريمة المنظمة، الذى يغذى الاتجار بالمخدرات فى المقام الأول.
بالنسبة للولايات المتحدة، فإن الدفاع يعنى أساسا محاربة الإرهاب، أما بالنسبة لبلدان أمريكا اللاتينية، هو لمكافحة الاتجار بالمخدرات. روسيف أبدت للسيد بايدن اهتمامها أيضا بمجال الابتكار، مشيرة إلى القدرة الهائلة للولايات المتحدة الأمريكية فى هذا المجال، وخاصة فى مجال العلوم والتكنولوجيا.
خلال اللقاء، أشادت ديلما روسيف بشجاعة الرئيس باراك أوباما لتطبيع العلاقات مع كوبا، ولكن بالنسبة للرئيسة روسيف، فإن تطبيع العلاقات يتجاوز العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وكوبا، إلى كونه يعطى ديناميكية جديدة فى الاجتماعات متعددة الأطراف فى أمريكا اللاتينية، والتى ستكون بناءة وأكثر فعالية من الانتقادات الأبدية لواشنطن لموقفها تجاه كوبا.
فى المقابل وحسب المعلومات، فإن بايدن، رد الثناء للسيدة روسيف بمداعبة لفظية قال فيها إنه عشية الإعلان عن تطبيع العلاقات مع كوبا، حاول الاتصال بها لإخطارها بالأمر ولكن لم يتمكن لأن الرئيسة كانت فى الأرجنتين لحضور قمة الميركوسور.
ومن هنا وضحت النغمة التى ستمثل عام 2015 فى العلاقات البرازيلية الأمريكية.
http://digital.ahram.org.eg/Policy.aspx?Serial=1759016