22/06/2015
على مدى العقد الماضي، أصبحت خرائط جوجل على الانترنت من المواد المرجعية المهمة لحدود الدول، رغم أنها لا تعتبر تأكيدًا للحدود الحقيقية التي تتفق عليها هذه الدول فيما بينها، لذلك لا يجب اعتبارها وسيلة حكم نهائية على حق دولة في أرض متنازع عليها مثلاً، حتى لا يحدث ألتباس، ربما يتطور إلى نشوب حرب بين دولتين بسبب اكتشاف بسيط على خرائط جوجل بأن خطوط الطول والعرض لصالح دولة ما تقع تحت سيطرة جارتها، كما حدث بالفعل عام 2010 بين كوستاريكا ونيكاراجوا، بحسب موقع nytimes.
في 3 نوفمبر عام 2010، استغل القائد إيدن باستورا، في نيكارجوا آنذاك، خطأً على خدمة الخرائط الشهيرة Google Maps ليشن غارة على أراضي كوستاريكا بقواته المسلحة ويتوغل فيها، بل ويضع عليها علم نيكاراجوا وتعسكر قواته في أراضي كوستاريكا.
برر «باستورا» موقفه وقتها بأنه لم يكن يقصد التعدي على الإطلاق، لكنه كان يسعى لإثبات أحقية بلاده في الأرض المتنازع عليها، وصرح قائلا: «عليكم فقط أن تلقوا نظرة على خرائط جوجل».
كان الأمر متعلقًا تحديدًا بجزيرة صغيرة تسمى «كاليرو» تقع وسط نهر سان خوان، حيث تضعها خرائط جوجل ضمن سيادة كوستاريكا، ولكنها في الحقيقة تخضع بالكامل لسيادة نيكاراجوا، منذ القرن التاسع عشر، وفق اتفاقية حدودية عقدت بين الطرفين في هذه الفترة.
خرائط جوجل غالبًا لم تعترف بهذه الاتفاقية، أو لم تصل إليها معلومات عنها، وهو أمر غريب في سياقه، لكن الواقع أنها وضعت الجزيرة ضمن حدود كوستاريكا، مما أثار حفيظة حكومة نيكاراجوا، وقرروا حينها غزو الجزيرة لرفع العلم عليها، وإثبات أحقيتهم في ملكيتها.
لم تدم الحرب طويلا، بعد تدخل أطراف الصراع بشكل دبلوماسي، خاصة أن كوستاريكا لا تملك جيشًا على أراضيها حيث قامت بتسريحه منذ عام 1948، لذلك كان عليها أن تلجأ للحل السياسي خوفًا من الدخول في معركة محسومة منذ البداية لصالح قوات نيكاراجوا، فبدأوا في توجيه نصائح إلى شعبهم بإلتزام الهدوء، ومتابعة خرائط Bing، لأنها أكثر دقة. ودعا كارلوس روفيرسي وزير الخارجية في كوستاريكا آنذاك، إدراة جوجل إلى تعديل الخريطة، والالتزام بالحدود المتفق عليها في اتفاقية القرن التاسع عشر.
لكن، وعلى آية حال، لم تكن خرائط جوجل وحدها هي السبب الرئيسي في الصراع الذي دار بين كوستاريكا ونيكارجوا، لأنه بالأصل صراع ممتذ منذ فترة طويلة، وشجار قديم دام لمدة 20 عامًا في القرن 19، منذ إعلان الاستقلال، حيث كانا في السابق جزءًا من جمهورية اتحادية في أمريكا الوسطى. في ذلك الوقت، كانت نيكاراجوا أكبر بكثير مما هي عليه اليوم، وتمتد شمالا إلى هندوراس، وجنوبًا إلى شبه جزيرة نيكويا في الغرب، ونهر Matino في الشرق، وهو الأمر الذي يدفعها حتى الآن للبحث عن حدودها الأصلية والسعي وراء أي دليل يثبت أحقيتها في أمتار قليلة تفصل بينها وبين جيرانها.
جدير بالذكر أن هناك نزاعًا بين الدولتين يعود إلى عام 2002 عندما نشرت نيكاراجوا صورا توضح بالتفصيل مناطق امتياز التنقيب عن النفط وبعضها تقع في مياه تطالب كوستاريكا بالسيادة عليها -بحسب ما ذكرته سكاي نيوز- وقالت رئيسة كوستاريكا، لاورا تشينتشيا، إن بلادها ستطلب من محكمة العدل الدولية تسوية نزاع يدور منذ عشرات السنين بشأن الحدود البحرية مع نيكاراجوا لها صلة بامتيازات محتملة للتنقيب عن النفط.
http://lite.almasryalyoum.com/box/59018/