جولة أمير قطر اللاتينية عززت الشراكة الاستراتيجية

الإثنين, 30 تشرين2/نوفمبر 2015 10:35

أثمرت جولة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بدول أمريكا اللاتينية التي التقى خلالها قادة ورؤساء كوبا والمكسيك وفنزويلا، عددا من النتائج المهمة والمحورية في مستقبل العلاقات القطرية اللاتينية أبرزها تعزيز الشراكات الاستراتيجية وفتح آفاق واعدة للتعاون والاستثمار.

ويبرز نجاح الجولة في عدد من النقاط منها تعزيز علاقات الصداقة والشراكة الاستراتيجية مع دول نفطية كبيرة وتوقيع اتفاقيات محورية تصب في صالح الشعب القطري وشعوب تلك الدول.

أيضا تنويع مجالات التعاون وعدم اقتصارها على الطاقة والارتقاء بها إلى آفاق جديدة وواعدة، ونقل وجهة النظر القطرية حول القضايا الإقليمية والدولية بصورة مباشرة.

كما يعكس الاستقبال الحافل والاهتمام الرسمي والشعبى المكانة المتميزة التي تحظى بها قطر لدى تلك الدول.

ويعكس التقارب القطري اللاتيني أهمية العلاقات القطرية اللاتينية التي أرسى قواعدها سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله على مدار سنوات طويلة.

وتعد هذه هي المرة الثانية التي يزور فيها سمو الأمير جمهورية فنزويلا هذا العام حيث سبق أن زارها في مايو، كما زار فخامة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مورس الدوحة مرتين في يناير وسبتمبر من نفس العام ما يؤكد تميز هذه العلاقات.

البداية كوبا

استهل سمو الأمير جولته اللاتينية بزيارة جمهورية كوبا حيث تم إقامة مراسم استقبال رسمية لسموه في قصر الثورة بالعاصمة هافانا حيث أجرى لقاء مع فخامة الرئيس الكوبي راؤول كاسترو.

اتفاقيات تعاون

وأثمرت المباحثات عن توقيع 5 اتفاقيات مختلفة في مجالات الاقتصاد والاستثمار والرياضة والصحة وأبرزها مذكرة تفاهم بين جهاز قطر للاستثمار ووزارة التجارة والاستثمار الأجنبي فى كوبا، تتيح لدولة قطر الاستثمار بمبلغ 2 مليار دولار أمريكي (اثنين مليار) على مدى 5 سنوات لتحقيق المنفعة المتبادلة. وأيضا توقيع اتفاقية للإعفاء من تأشيرة الدخول (لحاملي الجوازات الدبلوماسية والخاصة) ومذكرة تفاهم بشأن الخدمات الجوية واتفاقية تعاون في مجال الرياضة. كما تناولت لمباحثات فتح مكتب تمثيلي لبنك قطر الوطني في هافانا.

توافق الرؤى

وفي الجانب السياسي، عزم الطرفان على مواصلة الجهود من أجل تحقيق سلام عادل ودائم في منطقة الشرق الأوسط التي تشكّل القضية الفلسطينية محورها الرئيسي، وضرورة مواصلة دعم نضال الشعب الفلسطيني على الساحة الدولية.

ويذكر أن العلاقات الدبلوماسية القطرية الكوبية تأسست منذ 29 عاما وهناك تميز للكوبيين في عديد من المجالات ومنها القطاع الصحي وهناك ما يقرب من 250 كادرا كوبيا من أطباء وممرضين وفنيين يعملون في مستشفى دخان وحدها.

المكسيك.. المحطة الثانية

جاءت المكسيك في المحطة الثانية للجولة الأميرية وذلك تلبية لدعوة من الرئيس المكسيكي، أنريكي بينا نييتو، بمناسبة مرور 40 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وأشاد الرئيس نييتو بعلاقات التعاون التي تربط البلدين خلال مباحثات ثنائية بالقصر الرئاسي في العاصمة مكسيكو سيتي

ويعود تاريخ العلاقات القطرية المكسيكية إلى 40 عاما منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. والمكسيك دولة غنية بمصادر الطاقة والمعالم السياحية وتعد سادس أكبر منتج للنفط في العالم.

مباحثات فعالة

وأثناء الزيارة أجرى الجانبان القطري والمكسيكي عددا من المباحثات المثمرة والفعالة والتي تمخضت عن اتفاقيات اقتصادية ضخمة منها مذكرات تفاهم شملت التعاون المصرفي والقانوني والتجاري والتكنولوجي. اتفاقية خدمات جوية لتسيير رحلات مباشرة للنقل الجوي بين البلدين. واتفاقية للتعاون في الصناعة والتعدين والطاقة والزراعة والاتصالات.

تعاون في مجالات السياحة والمواصلات والعمل والثقافة والتعليم

وتبرز مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين مصرف قطر المركزي وبنك المكسيك ومذكرة تفاهم بين غرفة تجارة وصناعة قطر ومجلس الأعمال المكسيكي بهدف تطوير التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي بين الشركات. وأيضا مذكرة تفاهم للتعاون بين وزارة الشباب في قطر والمعهد المكسيكي للشباب في المكسيك بهدف تعزيز التعاون في مجال الشباب عن طريق تنظيم النشاطات المشتركة.

فنزويلا.. مسك الختام

اختتمت الجولة الأميرية بزيارة جمهورية فنزويلا البوليفارية لتكون مسك الختام في ظل علاقات تاريخية تربط بين البلدين. وتتسم العلاقات بين قطر وفنزويلا بطابع خاص أرسى قواعده صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني "حفظه الله" ، وفخامة الرئيس هوغو تشافيز حيث تبادلا العديد من الزيارات لترسيخ العلاقات وتفعيل التعاون المشترك.

شراكة استراتيجية

وتطورت العلاقات الاستراتيجية بين البلدين منذ تأسيس العلاقات بينهما عام 1973 بشكل أساسي ضمن إطار منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، حيث اتفقا على ضرورة ضمان سعر عادل للنفط. وعكست تصريحات فخامة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مورس أثناء الزيارة هذه الشراكة والعلاقات الاستراتيجية حيث أكد أن قطر وفنزويلا شريكتان في الدفاع عن النفط طوال السنوات الماضية، والآن شريكتان في الدفاع عن الغاز أيضاً.

زيارات متعددة

وبحسب المراقبين، شكلت زيارة سمو الأمير لفنزويلا دفعة قوية لعلاقات البلدين وجاءت في إطار عدد من الزيارات المتبادلة على مستوى قادة البلدين خلال عام واحد فقط. وتعد هذه هي الزيارة الثانية لسمو الأمير إلى فنزويلا هذا العام حيث سبق وزارها في مايو، كما زار الرئيس الفنزويلي مادورو مورس الدوحة مرتين أيضا هذا العام في يناير وسبتمبر 2015.

وتملك فنزويلا اقتصادا قويا، وأكبر احتياطي للنفط في العالم، وهناك خطة لتطوير منطقة «هوجو شافيز» النفطية، وتطوير صناعة مواد البناء، والمناجم. كما تمتلك أكبر احتياطي ذهب في دول أمريكا الجنوبية يفوق 400 طن. وتأتى فنزويلا ضمن 17 دولة تتمتع بتعدد المصادر والثروات.

ويبلغ عدد الجالية الفنزويلية في الدوحة حوالى1000 مواطن يعمل معظمهم في مجال النفط.

مذكرات تفاهم

ومن أبرز نتائج زيارة الأمير لفنزويلا والتي استمرت يومين، توقيع اتفاقيات ومذكرات للتعاون في العديد من المجالات وهي اتفاقية الإعفاء من تأشيرات الدخول للجوازات الدبلوماسية والخاص. واتفاقية التعاون في المجال القانوني، و مذكرة تفاهم للتعاون الرياضي ومذكرة تفاهم في مجال الخدمات الجوية. اتفاقية مساعدة إدارية متبادلة للتمكن من التطبيق الصحيح لقانون الجمارك، اتفاقية تفاهم بين مصرف قطر المركزي وبنك فنزويلا. مذكرة غرفة تجارة وصناعة قطر واتحاد غرف التجارة والصناعة الفنزويلية. اتفاقية تآخ بين مدينة الدوحة ومدينة الليبرتادور في فنزويلا.

العلاقات اللاتينية

أكدت الجولة الحرص العربي – اللاتيني على تعزيز العلاقات والذي تم التعبير عنه مؤخرا في مؤتمر القمة الرابع لدول أمريكا اللاتينية والدول العربية يومي 10 و11 نوفمبر في الرياض، بالمملكة العربية السعودية. وبينما شكل البعد الجغرافي بالماضي عائقاً أمام تطوير العلاقات، إلا أن ثورة المعلومات مكنت شعوب الطرفين من فهم ومعرفة ثقافة الآخر، وسهلت طفرة المواصلات التنقل والتقارب إضافة إلى قواسم مشتركة، في مقدمتها القيم والمفاهيم الإنسانية واحترام مطالب الشعوب، علاوة على الروابط الأسرية للعوائل العربية المهاجرة لأمريكا اللاتينية.

المواقف السياسية

والقضية الفلسطينية

تؤكد المواقف السياسية تقارب الرؤى القطرية اللاتينية حول القضايا المحورية إقليميا ودوليا. ويبرز دعم دول أمريكا اللاتينية للقضية الفلسطينية باعتبارها أحد أهم القضايا التي تتوافق فيها رؤى الجانبين.

وأكدت المحادثات التي أجراها سمو الأمير مع قادة الدول في كوبا والمكسيك وفنزويلا على ضرورة التوصل إلى حل قائم على وجود دولتين وفقا لقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية، باعتبار هذا الأمر السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن لجميع شعوب ودول المنطقة.

الأزمة السورية

تتفق وجهات النظر القطرية مع دول أمريكا اللاتينية حول دعم الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة في سوريا، ينهي معاناة الشعب السوري الذي قضت على مقدراته آلة الأسد العسكرية وأدى تشبثه بالسلطة إلى تحويل شعب بأكمله ما بين قتيل وجريح ومشرد

وتؤكد قطر ودول امريكا اللاتينية على ضرورة دعم المجتمع الدولي للبلدان التي تستضيف اللاجئين السوريين خاصة دول الجوار التي تتحمل العبء الأكبر والأهم من ذلك هو الإسراع في إيجاد حل للأزمة السورية تنهى عذابات الشعب السوري.

مكافحة الإرهاب

تحظى قضية مكافحة الإرهاب باهتمام إقليمي ودولي غير مسبوق وتتوافق وجهات النظر القطرية واللاتينية على أن مكافحة الإرهاب تتطلب تضافر جهود جميع الدول وتبادل المعلومات لتعزيز أمن وسلامة المواطنين ولكن هذه الجهود وحدها ليست كافية للقضاء على آفة الإرهاب.

وترى قطر أن الطريقة الأنجع لمحاربة الإرهاب تكمن في القضاء على مسبباته المتمثلة في الاستبداد والقمع والفقر والبطالة وغيرها من المشكلات التي تشكل بيئة خصبة لنمو الأفكار المتطرفة خاصة بين الشباب.

كشفت الجولة عن امتلاك دول كوبا والمكسيك وفنزويلا عددا ضخما من الفرص الاستثمارية الواعدة أمام قطر سواء في مجالات النفط والغاز والطاقة عموما أو مجالات السياحة والفندقة، فضلا عن مجالات التعاون في النظام المصرفي والتعليم والصحة والرياضة.
30/11/2015
http://www.raya.com/news/pages/39d1db50-996a-4cb6-b193-71f68bcfdca9

قراءة 1778 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)