الأرجنتين .. تصاعد الاحتجاجات ضد الرئيس الجديد

الإثنين, 28 كانون1/ديسمبر 2015 16:38


منذ تسلم الرئيس مارسيو ماكري مهام منصبه رئيسا لجمهورية الأرجنتين في العاشر من كانون الأول، بعد فوزه بفارق ضئيل في جولة انتخابات رئاسة الجمهورية الثانية في (22 تشرين الأول الفائت) على دانيال سيولي، يشن ماكري هجوما واسعا في سياق ما يسمى بـ"سياسة المراسيم" على المكتسبات الاجتماعية والقوانين التقدمية النافذة التي شرعتها حكومة اليسار.
ولمواجهة هجوم اليمين تشهد الأرجنتين منذ أسابيع حركة احتجاج واسعة، تشارك فيها النقابات العمالية والحركة الطلابية والحركات الاجتماعية وقوى اليسار السياسية. وشهدت العاصمة بوينس ايرس الثلاثاء الفائت، ومدينة قرطبة مطالبات عشرات الآلاف بأجور عالية، ومرتب أعياد الميلاد، وفرص عمل مضمونة. وشدد المتظاهرون على الأضرار الاجتماعية التي يسببها التضخم المتصاعد.
ولا تزال المطالبة بإيقاف خطط حكومة اليمين الرامية إلى إلغاء قانون وسائل الإعلام الذي سنته الحكومة السابقة عام 2013. وضد السياسة الإعلامية للحكومة الجديدة، وكانت احتجاجات قرطبة الواسعة الأربعاء الفائت، مناسبة لتعلن حكومة ماكري عن مشاريع قوانين جديدة للتضييق على حرية التظاهر والاحتجاج.
وقانون وسائل الإعلام المقر في عهد رئيسة الجمهورية السابقة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر يحد من احتكار مجموعة " كلارين" الأعلامية الخاصة، ويمكن وسائل الأعلام العامة من الحصول على التراخيص بسهولة، ويعزز استقلاليتها. وبموجب مرسوم جمهوري تم وضع وسائل الإعلام العامة تحت سلطة وزير الاتصالات اوسكار اغاود ، الذي سبق وأن أعلن أن العمل بقانون الإعلام "لن يستمر وأن وسائل الإعلام العامة ستكون في المستقبل جزءا من السوق". وفي هذا السياق تم ابدال الكثير من إدارات وسائل الأعلام الرئيسة.
وشهد الأسبوع الفائت ارتفاعا في معدل التضخم المتوقع، ارتباطا برفع القيود المفروضة على تداول العملات الأجنبية والشراء الخاص بالدولار الأمريكي. وفي الوقت نفسه تخطط حكومة اليمين لتخفيض قيمة العملة الوطنية( البيزو) بنسبة خمسين في المئة لتتناسب مع قيمة الدولار الأمريكي. و بالفعل اخذت الزيادات في الأسعار بالظهور، خاصة بالنسبة للخدمات. و يتوقع ارتفاع حاد في تكاليف المعيشة بعد عطلة أعياد الميلاد والسنة الجديدة، حيث سيرفع الدعم الحكومي عن أجور الكهرباء والغاز تباعا.
وانطلقت بشكل عفوي في العاصمة تظاهرات التضامن مع عمال حقل كريستا روخا، ثاني اكبر حقول تربية الدواجن في البلاد، الذي صدر قرار قضائي ببيعه، وينتظر المالك الجديد. وكان عمال الحقل قد احتلوه، والطريق المؤدي إلى مطار العاصمة الدولي مطالبين بالحفاظ على فرص عملهم. واستخدمت الشرطة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لفض الاحتجاج، وقد أدى تدخل الشرطة إلى إصابة احد العمال بجروح.
وفي حديث لـتيليسور مع التلفزيون الاميركي اللاتيني ، وجهت الصحافية الأرجنتينية ستيلا كالوني انتقادات لاذعة للرئيس ماكري، الذي يقوم بتنفيذ ما يشبه الانقلاب، كما تقول كالوني، التي عبرت عن امتعاضها الشديد من المراسيم الكثيرة التي أصدرها الرئيس المحافظ، واشارت الى ميل الرئيس إلى إصدار المراسيم بعيدا عن مناقشة سياسته الجديدة في البرلمان الذي يمكنه دعوته إلى الاجتماع. ووجهت كالوني انتقادات عنيفة إلى تعليق العمل بقانون وسائل الإعلام لعام 2013. لان رئيس الجمهورية يتجاهل متعمدا، أن هذا القانون جاء نتيجة مشاركة نحو 230 منظمة وحركة اجتماعية لمواجهة مجموعة كلارين الإعلامية الخاصة. واصدر الرئيس موريسيو ماكري منذ استلام مهام منصبه، أكثر من 34 مرسوما جمهوريا، تهدف جميعها إلى إلغاء مشاريع مركزية، كانت حكومة اليسار السابقة قد أقرت تنفيذها.
28/12/2015
http://www.iraqicp.com/index.php/sections/objekt/37481-2015-12-28-07-20-50

 

قراءة 1348 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)