«الإندبندنت»: من ينهار أولًا في فنزويلا.. الاقتصاد أم الحكومة؟
الجمعة, 05 شباط/فبراير 2016 11:14حذرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية من أن فنزويلا باتت على شفا انهيار اقتصادي كامل، على الرغم من أنها تمتلك أكبر احتياطي نفطي في العالم.
وفي تقرير نشرته اليوم على موقعها الإلكتروني، قالت: إن "السؤال الوحيد الذي يطرح نفسه في الوقت الراهن هو من سينهار أولًا بشكل كامل الحكومة الفنزويلية أم الاقتصاد؟.
واعتبرت أن الكلمة الرئيسية هناك هي "تمامًا"، لأن كلاهما (الحكومة والاقتصاد) في مرحلة الاحتضار، لافتة إلى أن الحزب الحاكم في فنزويلا خسر فقط انتخابات التجديد النصفي لمجلس النواب التي منحت المعارضة أغلبية ضد الفيتو (حق النقض)، ومن الصعب أن يشهد هذا تحسنًا في أي وقت قريب.
ورجحت أن الحكومة الحالية بعد كل شيء، لا تميل إلى الأداء بشكل جيد على المستوى الاقتصادي، وفقًا لصندوق النقد الدولي، حيث انكمش اقتصادها 10% في عام واحد، و6% إضافية في العام التالي، وانفجر التضخم إلى 720%، فلا عجب إذن أن الأسواق تتوقع عجز فنزويلا عن سداد ديونها في المستقبل القريب جدًا، كما أن البلد مفلس في الأساس.
واعتبرت أن الإفلاس غالبًا ما يكون مستبعدًا عندما تملك دولة أكبر احتياطي نفطي في العالم، ولكن فنزويلا تواجه هذا المصير، وهو ما يعزى إلى مزيج من سوء حظ وسياسات أسوأ.
وأوضحت أن الخطوة الأولى عندما بدأت حكومة هوجو تشافيز الاشتراكية، إنفاق المزيد من الأموال على الفقراء، في كل المجالات بداية من بيع البنزين مقابل سعر زهيد لا يتجاوز 2 سنت، والإسكان المجاني، لافتة إلى أنه لا يوجد ما يعيب هذه الخطوات في الواقع، بل إنها فكرة جيدة بشكل عام عندما تتوافر الموارد المالية اللازمة للإنفاق عليها، إلا أنه منذ عام 2005، لم تكن فنزويلا تملك هذه الأموال.
وأشارت إلى أن "تشافيز" استبدل الإدارة المهنية لشركة النفط المملوكة للدولة بأخرى بالكاد تعرف الإدارة، وغير المسؤولين الذين يعرفون ماذا كانوا يفعلون بآخرين موالين للنظام، وكما أن أرباح الشركة لم يتم إنفاقها على الاستثمارات الجديدة.
ورجحت أن الأمور سوف تزداد سوءًا، رغم أن الحكومة قد بدأت إجراءات الترشيد، لأن الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو، قد غير القانون حتى لا تتمكن المعارضة التي تسيطر على الجمعية الوطنية (#البرلمان) من إقالة محافظ البنك المركزي أو تعيين آخر جديد.
وما زاد الطين بلة، أن "مادورو" قد عين شخصًا لا يصدق حتى أن هناك تضخمًا في قيمة عملة البلاد، وقال المسؤول الجديد: إنه "عندما يذهب شخص إلى متجر ويرى أن الأسعار قد ارتفعت، فهذا ليست بسبب وجود التضخم، ولكنها الشركات الطفيلية التي تحاول رفع الأرباح بأقصى قدر ممكن". مضيفًا "وفقًا لهذا -دعوني أكون واضحًا- نظرية طباعة الكثير من المال لا تسبب أبدًا التضخم، وهكذا سوف تواصل فنزويلا القيام بذلك.
واختتمت الصحيفة بالقول: "إذا لم تعط معدلات التضخم الضخمة في الماضي أي مؤشر، ستستمر فنزويلا في سياستها الخاطئة حتى لا يمكنها تحمل نفقات تشغيل مطابعها ما لم يتم إقالة مادورو أولًا، ولكن في الوقت الراهن، على الأقل، هناك شبح يخيم على فنزويلا، شبح السياسات الاقتصادية الفاشلة".
http://www.forsannet.com/world-news/103245.html