يسار أمريكا اللاتينية أمام استحقاق الانتخابات الرئاسية في الإكوادور

الإثنين, 13 شباط/فبراير 2017 10:34


تتحضر الإكوادور لخوض انتخاباتها الرئاسية على وقع أزمة اقتصادية وقضايا فساد. ويعول اليسار الأمريكي اللاتيني على هذه الانتخابات لتحد من التحول إلى اليمين الذي اكتسح الأرجنتين والبرازيل والبيرو العام الماضي، وبات يهدد هيمنة اليسار التاريخية على دول جنوبي القارة الأمريكية.
يواجه اليسار الأمريكي اللاتيني الضعيف في 19 شباط/فبراير استحقاقا جديدا يتمثل بالانتخابات العامة في الإكوادور، التي لم يترشح إليها الرئيس رافاييل كوريا، فيما تتخبط البلاد بين أزمة اقتصادية وقضايا فساد.
فبعد عشر سنوات في الحكم، تذرع رافاييل كوريا، الرئيس اللامع والمثير للجدل والخبير الاقتصادي (53 عاما)، بأسباب شخصية حتى لا يشارك في هذه الانتخابات.
وبالإضافة إلى الرئيس الجديد، سيختار 12،8 مليون ناخب نائب الرئيس و137 نائبا وخمسة مندوبين في البرلمان، بحضور مراقبين من منظمة الدول الأمريكية واتحاد بلدان أمريكا الجنوبية (أوناسور).
وبعد الأرجنتين والبرازيل والبيرو العام الماضي، يمكن أن تزيد نتيجة هذه الانتخابات من وتيرة الانتقال إلى اليمين التي تشهدها منطقة كان اليسار يهيمن على القسم الأكبر من بلدانها، منذ انتخاب هوغو تشافيز في فنزويلا عام 1998.
وقال سيمون باشانو من الكلية الأمريكية اللاتينية للعلوم الاجتماعية لفرانس برس "حدث تحول نحو اليسار ابتداء من تشافيز، وبمزيد من الاندفاع بعد العامين 2004 و2005. والآن، ثمة تحول جديد في الاتجاه المعاكس متأثر إلى حد كبير بالوضع الاقتصادي".
رؤيتان للمجتمع
وقد فاز كوريا الذي ابتكر نظرية "الاشتراكية في القرن الحادي والعشرين" منذ 2006، بثلاثة انتخابات رئاسية ترشح إليها، منها اثنتان في الدورة الأولى. ورأى فيه كثيرون خلفا محتملا لتشافيز بصفته زعيما إقليميا بعد وفاة نظيره الفنزويلي العام 2013.
لكن حزبه "تحالف البلاد" قد يواجه من دونه صعوبة في متابعة برنامج الرئيس الحالي الذي سبق أن حذر من "عودة التيار المحافظ" إلى المنطقة.
وقال كوريا في الذكرى العاشرة لولايته الرئاسية الأولى "من المهم جدا التذكير بالرهانات المطروحة في شباط/فبراير 2017 وهي رؤيتان للمجتمع، رؤيتان للتنمية ورؤيتان للدولة".
وأوضح باشانو أن رئيس الدولة "أثبت أنه يتمتع بزعامة قوية وسيبقى حضوره طاغيا في السياسة المحلية، وفي السياسة الأمريكية اللاتينية أيضا".
وحتى الآن، يتزعم السباق الرئاسي الأكثر احتداما في تاريخ الإكوادور الحديث، مرشح "تحالف البلاد" لينين مورينو، مدعوما بحوالي 35% من الأصوات المؤيدة في استطلاعات الرأي.
ثمانية مرشحين
فنائب الرئيس السابق سيواجه سبعة مرشحين آخرين، ينتمي اثنان منهم إلى اليمين، هما الخبير المصرفي السابق غييرمو لاسو الذي حصل على ما بين 17 و22% من الأصوات في استطلاعات الرأي، والنائبة السابقة سينيتا فيتيري، التي حصلت على ما بين 10 و13% من الأصوات.
ويتوقع سانتياغو باسايب، أستاذ العلوم السياسية في الكلية الأمريكية اللاتينية للعلوم الاجتماعية "عملية إضعاف" لا مفر منها لزعامة رافاييل كوريا. وأضاف "لست أقول أن انهيارا كارثيا سيحصل، لكننا سنشعر بالتأكيد بتراجع مهم" لهذه الزعامة.
ويشارك في السباق أيضا العمدة اليساري السابق لكويتو والجنرال المتقاعد باكو مونسايو، الذي حصل على 7 إلى 8% من نوايا التصويت، والمحامي السابق ولاعب كرة القدم دالو بوكرم (شعبوي) الذي حصل على 3 إلى 4% من نوايا التصويت. وفي أسفل استطلاعات الرأي، ظهر المدعي العام السابق واشنطن بيسانتيز (يسار وسط) والديبلوماسي باتريسيو زوكويلاندا (وسط) والطبيب إيفان إسبينيل (وسط).
وللفوز من الدورة الأولى، يتعين على المرشح أن يجمع 40% من الأصوات مرفقة بتقدم قدره 10 نقاط عن المرشح التالي.
وتشكل الصعوبات التي يواجهها منذ سنتين الاقتصاد المعتمد على الدولار لهذا البلد المنتج للنفط، بعد تراجع أسعار النفط الخام وارتفاع قيمة الدولار، محور مناقشات الحملة.
ورغم أن الحكومة تتوقع نموا بنسبة 1،4% لإجمالي الناتج المحلي، تنتقد المعارضة الديون والبطالة، متهمة إياها بتبذير العائدات النفطية.
وتحاول أيضا استغلال قضايا الفساد التي يتورط فيها موظفون في شركة "بتروكوادور" الرسمية.
لكن الخبير الاقتصادي ألبرتو أكوستا يرى أن "لا بد من القيام بعملية إصلاح، أيا يكن الفائز في الانتخابات".
المصدر
http://www.france24.com/ar/20170212-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%83%D9%88%D8%A7%D8%AF%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D8%B1-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%B2

 

قراءة 1035 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)