تعزيز دور الألبا (ALBA) في وقت الصعوبات والهجمات: وجهة نظر فنزويلية

الإثنين, 06 آذار/مارس 2017 09:58


ستعقد في كاراكاس يوم الأحد 5 مارس القمة الرابعة لتجمع (ألبـا) وذلك في الذكرى الرابعة لوفاة الرئيس الفنزويلي السابق هوغو شافيز وهي فرصة جيدة لوضع أهداف جديدة في المعركة بين الدول الأعضاء من أجل الاستقلال النهائي والوحدة والتكامل بين دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي في مواجهة الهجوم النيوليبرالي والعدوان الإمبريالي.
و لهذا الاجتماع أهمية خاصة لأن حكومات أغلب دول (ألبـا) تعاني من سياسات البيت الأبيض، من خلال حصار دبلوماسي وحرب إعلامية ودعائية متصاعدة و مستمرة منذ نشأت هذه المنظمة بموجب اتفاق هافانا 2004، الذي نص على دعم الاستثمار و تعزيز التجارة البينية عن طريق تبادل السلع بين الدول الموقعة للاتفاقية (فنزويلا و كوبا) بدلاً من التعاون التجاري من خلال ALCA المدعومة من الولايات المتحدة التي تسعى إلى الحفاظ على هيمنتها في المنطقة الممتدة من نهر ريو غرا ندي شمالا إلى باتاغونيا جنوبا.
وتعد القمة الرابعة بمثابة تذكير لمبادئ فيدل و شافيز، الذين عملا جنبا إلى جنب مع الناس من أجل عالم مليء بالسلام ودون تفاوت.
ألبـا حلم فيدل كاسترو و هوغو و شافيز
تم تأسيس البديل البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية (ألبـا) من طرف رئيسا كوبا وفنزويلا الراحلين فيدل كاسترو و هوغو شافيز في 14 ديسمبر 2004، ردا على تهديد منطقة التجارة الحرة للأمريكتين ALCA، وفي يونيو 2006، بناء على طلب من الرئيس البوليفي إيفو موراليس، تم تعديل تسمية المبادرة لتصبح التحالف البوليفاري لشعوب قارتنا الأمريكية - معاهدة تجارة الشعوب (ألبا-TCP).
ويضم هذا التحالف بالإضافة إلى فنزويلا وكوبا وبوليفيا كل من نيكاراغوا، دومينيكا،الإكوادور، سانت فنسنت، جزر غرينادين، وأنتيغوا وبربودا. ويعمل على تجاوز التباينات القائمة بين شعوب المنطقة، وتطوير الشراكات، والشراكة في حل مشاكلهم، بما في ذلك محو الأمية، والمساعدات الاقتصادية لبلدان مثل هايتي ونيكاراغوا.
ومن بين المشاريع التي ظهرت في ظل هذا التحالف لدعم الشراكة والتكامل التي يسعى إليها المؤسسون، تم إطلاق بتروكاريبي في عام 2005 بمبادرة من فنزويلا بهدف توريد الوقود إلى البلدان الأعضاء بشروط دفع مواتية و قروض بفائدة ميسرة ومنخفضة؛ لكن مع مطلع عام 2015، عقدت الحكومة الأمريكية قمة في منطقة البحر الكاريبي حول أمن الطاقة وذلك لحث دول المنطقة على تنويع مصادر الطاقة لديها، والاعتماد أكثر على الاستثمار الخاص وتقليل الاعتماد على بتروكاريبي.
النفط والغاز، ومفتاح الجيوسياسة
تربط فنزويلا مرور بالبحر إلى المحيط الأطلسي أمريكا الجنوبية تجاريا مع الولايات المتحدة وأوروبا، و هي المنطقة الرئيسية من ناحية الجغرافية السياسية لتحديد مراكز القوى لبناء مناطق إستراتيجية قوية التأثير في قطاعات الطاقة والسوق الاقتصادي والمالي؛
هذا هو السبب الذي دفع شركات النفط الأمريكية وأذرعها السياسية لخلق مناخ من انعدام الأمن والقلق في دول منطقة بتروكاريبي وذلك لتثبيط قواعد الدعم الخاصة باتفاقية التعاون لدفع الدول الأعضاء لتوقيع عقود مجحفة من خلال سياسة النفط العابرة للحدود.
وفي الوقت نفسه، فإن الولايات المتحدة تعمل على زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي منذ عام 2007 باستخدام تقنيات الاستخراج غير تقليدية (التكسير)، لتحل محل استيراد الغاز من الإنتاج المحلي، بهدف تصدير فائض إنتاجها إلى منطقة البحر الكاريبي.
وقد ساعدت هذه الخطة على أن تصبح قوة الغاز تنافسية مع المصدرين التقليدين مثل روسيا وإيران وأدت بشكل ما إلى انخفاض أسعار النفط. كما تواصل الولايات المتحدة سعيها من خلال الرهان الجيوسياسي على الغاز الصخري لاقتحام الأسواق ومناطق النفوذ الاستراتيجي العالمي، بما في ذلك منطقة البحر الكاريبي، بسبب قربها و وزنها في معادلة القوة القارية.
مضاعفة الضغط كورقة رابحة
تتعرض كل من فنزويلا (العضو الذي يمتلك أكبر قدر من الموارد التي تشكل تلك المنظمة) وبوليفيا والإكوادور ونيكاراغوا و كوبا لضغوطات متنوعة من قبل الولايات المتحدة، من خلال التركيز على الحقوق الوطنية والدولية بواسطة الحملات الدائمة لوسائل الإعلام التي توجها نقدا لاذعا هدفه إضعاف والإطاحة بحكومات هذه الدول، الأمر الذي يراه البوليفاريون محاولة فعلية لتفكيك ألبـا.
حيث صرحت وزيرة الخارجية الفنزويلية ديلسي رودريغيز أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف "أن الهجوم المستمر من قبل الحكومة الأمريكية ضد بلادها غايته زعزعة الاستقرار وأن عملية العدوان تتواصل عن طريق استغلال الحق الدولي و محاولة تدخل حشريين مما يسبب جروحا اجتماعية عميقة تتمثل في انتهاك حقوق الإنسان للشعب الفنزويلي الذي لا يستسلم لليأس".
ودعت ديلسي رودريجيز إلى بناء نظام عالمي جديد، لتجاوز التداعيات التي تسبب الفقر وعدم المساواة، ومنع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان؛ كما أشارت إلى أن الرئيس مادورو بصفته رئيسا لحركة عدم الانحياز دعا إلى الانتفاض ضد هذا النظام الدولي الجائر، وطالب بإنشاء جبهة عالمية للسلام، ضد التعصب ضد الكراهية وفسح المجال لحوار الحضارات.

الحسين الاكحل 

قراءة 1042 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)