17/11/2017
اعلنت مدير ادارة الأميركيتين والكاريبي في وزارة الخارجية والمغتربين المستشار حنان جرار لـ"حياة وسوق" ان رئيس مجلس ادارة اتحاد الفيدراليات الفلسطينية في اميركا اللاتينية والكاريبي رافاييل اراريا المصري، والسكريتير العام للاتحاد امير مراد، سيقومان بزيارة فلسطين في اواسط الشهر الجاري، للقاء الرئيس محمود عباس ووزير الخارجية والمغتربين د. رياض المالكي استجابة لدعوة الوزارة لهما.
وأوضحت جرار ان زيارة اخرى لفلسطين في اواسط شهر كانون أول القادم سيقوم بها جميع اعضاء مجلس ادارة الاتحاد الخمسة عشر المنتخبين في مؤتمر الاتحاد الرابع الذي عقد قبل حوالي اسبوعين في نيكاراغوا، للاطلاع عن كثب على اوضاع شعبنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لاستشراف التعاون المستقبلي ووضع خطة عمل للتعاون مع جالياتنا الفلسطينية وفيدرالياتها في دول اميركا اللاتينية والكاريبي، بضمنها بحث فكرة عقد مؤتمر اقتصادي او استثماري لجذب رؤوس اموال الفلسطينيين هناك للاستثمار في داخل الوطن.
وقالت جرار: "ان فكرة عقد مؤتمر اقتصادي لرجال الاعمال واصحاب رؤوس الاموال والمستثمرين من جاليات ابناء شعبنا في 16 دولة من دول اميركا اللاتينية والكاريبي، قيد الدراسة، وربما يكون ذلك جزء خطة العمل المستقبلية".
وتؤكد جرار، ان قوة الجالية الفلسطينية في دول اميركا اللاتينية والكاريبي ليس بعددهم المقدر بنحو 750 الفا، على اهمية ذلك، وانما لكونهم يسيطرون على مفاصل اقتصاد البلدان التي يتواجدون ويستثمرون في كافة قطاعاتها الاقتصادية لذلك فان لها تأثيرا كاملا على توجهات ومواقف دولهم السياسية والاقتصادية والتنموية.
وقالت جرار: "تشكل الجالية الفلسطينية في اميركا اللاتينية قوة مالية واقتصادية ضخمة ومؤثرة وضاغطة، وقد تلعب دورا كبيرا ان تم العمل والتعاون معها بشكل صحيح، ولكن الجهود مبعثرة، ونحن نحاول عبر اعادة احياء الفيدراليات وعقد مؤتمر اتحاد "كوبلاك" تجميع الجهود لتصبح اكثر هرمية وتنظيما بما يخدم قضيتنا ومساعدة خططنا الوطنية".
واضافت جرار:"تأتي اهمية هذا الموضوع، لان دول اميركا اللاتينية تشهد حالة من التغيرات السياسية، والانتخابات فيها قد تفرز قوى اخرى تنحاز الى اليمين أكثر غير قوى اليسار التي كنا معتادين عليها، تفرز قوى.
فلسطينيون يتقلدون مناصب رفيعة
واكدت جرار أن هناك العديد من رجال الاعمال واصحاب رؤوس الاموال من الجاليات الفلسطينية في عديد الدول اللاتينية تقلدوا مناصب رفيعة في الحكومات والبرلمانات والانظمة السياسية في تلك الدول، وقالت:"هناك قائمة من السياسيين من اصول فلسطينية يحتلون مناصب مهمة في مواقع متعدد في دول اميركا اللاتينية من بينهم رئيس الوكالة التشيلانية للتعاون الدولي من اصل فلسطيني، وفي السلفادور في فترة من الفترات كان الرئيس شفيق حنظل من اصول فلسطينية وهنالك العديد غيرهم المتمكنون اقتصاديا وسياسيا ومنخرطون في الاحزاب السياسية والعملية السياسة".
واكدت جرار، وجود العديد من الاستثمارات ورؤوس اموال فلسطينية من اميركا اللاتينية في الوطن، منوهة الى ان هناك العديد من الاتفاقيات الموقعة بين اطراف فلسطينية هناك واخرى من داخل الوطن.
ولكنها قالت: "الوضع السياسي يلقي بظلاله على الوضع الاقتصادي، لا سيما انهم يعتبرون منطقتنا خطيرة وهم يتطلعون لتحقيق ارباح، وعليه فاننا وبحاجة لقوانين استثمار جاذبة وليست طاردة، والى حزمة استثمارية تشجيعية لجذب استثمارات ابناء الجالية الفلسطينية في دول اميركا اللاتينية والكاريبي لفلسطين، ولذلك فان الوضع يستحق تخصيص جزء من النقاشات القادمة مع رئيس واعضاء مجلس اتحاد"كوبلاك" لطرح فكرة عقد مؤتمر لرجال الاعال في اللاتينية داخل الوطن".
والجالية الفلسطينية في اميركا اللاتينية والكاريبي قديمة، وحسب احصاءات رسمية فان تعدادها حوالي 750 الف، ولكن جرار تؤكد ان الاعداد الحقيقية تفوق هذا الرقم بكثير، وتقول:"لم يتم اجراء احصاء رسمي لمحاذير كثيرة، ولكنها متمكنة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وهي تتركز اكثر وبشكل اساسي في تشيلي تليها الهندوراس والسلفادور وبقية دول القارة، وتعتبر ثاني اكبر تجمع للمغتربين الفلسطينيين خارج الوطن العربي، ويمثلون رصيدا استراتيجيا لشعبنا وقضيتنا الوطنية، ففي الكثير من الاوقات كانت هذه الجالية رديفا للدبلوماسية الفلسطينية، وفي فترة من الفترات كانت هذه الجالية تعتبر بمثابة الجسر الذي يربط اميركا اللاتينية بالدول العربية والشرق الاوسط وهو عامل مهم واساسي لنا".
الجالية والوطن الأم
وتؤكد جرار، على تاريخية العلاقة الوثيقة التي تربط بين الجالية وبين الوطن الأم وما بين مكونات السياسة الفلسطينية، فالرئيس الراحل ابو عمار سبق وقال"هذه الجالية الفلسطينية هي الرصيد الاستراتيجي للشعب الفلسطيني في الخارج وعليها نعتمد".
وقالت جرار: "وقفت هذه الجالية مواقف مشرفة في مراحل مفصلية من تاريخ القضية الفلسطينية، ففي العام 1984 وبعد الخروج الفلسطيني من بيروت وتصدع وضع منظمة التحرير الفلسطينية ومراهنة البعض على ان منظمة التحرير الفلسطينية لم تعد الممثل الشرعي والوحيد، ما دفع الفلسطينيين في اميركا اللاتينية بالتجمع عبر فيدرالياتهم واتخذوا قرارا بانشاء فيدراليات فلسطينية في كل دولة، وكان هذا هو اول تجمع لاتحاد فيدراليات فلسطينية في اميركا اللاتينية واطلق عليه اسم اتحاد الفيدراليات الفلسطيني في اميركا اللاتينية "كوبلاك".
واكدت جرار، ان هذه الخطوة كانت الرد الاول الذي جاء من المغتربين الفلسطينيين على ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وكان ذلك بداية بلورة هوية فلسطينية مستقلة عن الهوية العربية المتواجدة في اميركا اللاتينية.لانهم آنذاك كانوا منصهرين في الهويات العربية اللبنانية والسورية والجاليات العربية الاخرى.
اتحاد "كوبلاك"
وكان تجمع الجاليات الفلسطينية في دول اميركا اللاتينية والكاريبي بادر بتأسيس اتحاد الفيدراليات الفلسطينية"كوبلاك" عام 84 ردا على محاولات البعض لتهميش واضعاف دور المنظمة، ومن اجل بلورة هوية فلسطينية خاصة بالجاليات في تلك المنطقة، وتوالت اجتماعات "كوبلاك" بمعدل مؤتمر كل سنتين او ثلاث سنوات وصولا الى آخر مؤتمر تم في تشيلي عام 1994.
وبينت جرار: توقف مؤتمرات "كوبلاك" منذ ذلك الحين لاسباب ذاتية وموضوعية، أهمها انه ساد شعور عند الجالية بانه لم يعد هنالك حاجة للعمل الجمعي المنظم بعد توقيع اتفاقية السلام وعودة القيادة والسلطة والمنظمة بمختلف دوائرها ومكوناتها السياسية والاجتماعية والثقافية للوطن، وبالتالي اصبح هناك نوع من التراخي والاهمال لهذا العمل باعتباره رديفا للدبلوماسية الفلسطينية، "بعد ان امتد وجودنا بشكل اكبر عن طريق 11 سفارة فلسطينية منتشرة في دول اميركا اللاتينية "الارجنتين، البرازيل، تشيلي، الاكوادور، فنزويلا، نيكاراغوا، اورغوي، المكسيك، كولومبيا".
ثقل اقتصادي وسياسي
ونظرا للعلاقة الوطيدة التي تربط دول اميركا اللاتينية والكاريبي بالقضية الفلسطينية بفعل الثقل الاقتصادي والسياسي الذي تشكله الجاليات الفلسطينية فيها، فان هذه القارة في الفترة الاخيرة شكلت ثقلا سياسيا لافتا في مناصرتها ومساندتها شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية، بعد ان سحبت او اغلقت العديد منها سفرائها وسفاراتها من تل ابيب اثناء العدوان الاسرائيلي على غزة، ومنها مثل بوليفيا، الاكوادور، نيكاراغوا اتهمت اسرائيل بارتكاب حملة تطهير عرقي.
وقالت جرار:"هذه الحالة السياسية اللافتة ووجود السفارات الفلسطينية والجالية الفلسطينية بشكل كبير هناك، تعطينا دافعية وتجعلنا نهتم اكثر بهذه المنطقة من العالم، لاننا اذا نظرنا على الخريطة نجد جميع دول هذه المنطقة تقريبا تعترف بالدولة الفلسطينية ما عدا كولومبيا والمكسيك وبنما، على الرغم من وجود بعثات دبلوماسية خاصة لنا فيها".
احياء الفيدراليات
وتؤكد جرار، انه اصبح هناك حاجة لتجميع الجهود مرة اخرى باتجاه عمل جمعي فلسطيني منظم تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بعد انعقاد المؤتمر الرابع لاتحاد الفيدراليات الفلسطينية في اميركا اللاتينية والكاريبي"كوبلاك" خلال الفترة 19 – 22 من شهر تشرين اول الماضي بعد ان توقف عن الانعقاد منذ عام 94. لا سيما انه مسجل ومعترف به كاحد المنظمات الشعبية التابعة لمنظمة التحرير ينضوي تحت لوائه فيدراليات فلسطينية موجودة في 16 دولة.
لذلك قالت جرار:"عقد المؤتمر الرابع لاتحاد "كوبلاك" في مقر وزارة الخارجية النيكاراغوية بعد جهد وعمل مضني من وزارة الخارجية والمغتربين وبخاصة دائرة الادارة العامة للاميركيتين والكاريبي وبدعم من الرئيس وتوجيهات وزير الخارجية والمغتربين د. رياض المالكي، وبالتعاون مع سفراء فلسطين في دول اميركا اللاتينية والكاريبي، بعد التحقق من اكتمال النصاب القانوني بحضور 66 شخص يمثلون الجاليات الفلسطينية وفيدرالياتها في 16 دولة شكلت حصة النساء منهم 37%.
وافتتح المؤتمر وزير خارجية نيكاراغوا دينس منتادا وحضره ممثل الرئيس السفير حسام زملط رئيس بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، الذي تحدث عن قصص نجاح الاقتصاد الفلسطيني في ظل وجود الاحتلال ، بينما تحدثت ممثلة وزارة الخارجية والرئاسة سفير دول فلسطين في ايطاليا مي كيلة، حول الاوضاع الاقتصادية في فلسطين وذلك خلال الاجتماع الذي عقد على هامش المؤتمر مع ابن الرئيس النيكاراغوي ومستشاره للشؤون الاقتصادية بحضور اعضاء المؤتمر والسفير هناك محمد عمرو.
نتائج المؤتمر
واشارت جرار الى ان الهيئة العامة للمؤتمر صادقت على دستور الاتحاد الجديد بتعديلاته منها توسيع اللجنة التنفيذية من 15 الى 18 عضوا، وتعديل فقرات القانون ليشمل الجميع وينظم عملية العضوية في اتحاد "كوبلاك"، وليصبح اكثر عصرية وملاءمة للتغيرات التي حصلت ما بين الجاليات في النظم السياسية في تلك المنطقة، والتغيرات التي حصلت في الواقع الفلسطيني واظهرت العملية الانتخابية الديمقراطية فوز 15 عضوا في مجلس ادارة "كوبلاك" من بينهم 5 نساء، ووتركت 3 مقاعد شاغرة لمن يرغب بالانضمام الى "كوبلاك" في فترة لاحقة.
وقالت جرار:" تم انتخاب رئاسة جديدة لاتحاد"كوبلاك" ورئيسه رفاييل المصري وهو مقيم في الارجنتين، السكريتير العام أمير مراد من البرازيل، مساعدة السكرتير العام كلاوديا زكريا من تشيلي، أمين الصندوق نضال الحدوة من غواتيمالا، مدير العلاقات الدولية سهير البندك من السلفادور، مدير التعليم والتكوين وليد زايد من بنما، مسؤول العلاقت المؤسساتية فؤاد البرغوثي من كولومبيا، مسؤول الثقافة سلميرا خاروفة من البيرو، مسؤول الاعلام والاتصال خايمي حذوة من بوليفيا، بالاضافة الى 6 اعضاء آخرين.
وأشارت جرار الى ان البيان الختامي للمؤتمر اكد على ان هذا هو المؤتمر الرابع لكنه الاول يأتي بعد الاعتراف بدولة فلسطين كدولة ذات سيادة ولها الحق في تقير المصي، ويأتي في ظروف هامة في التاريخ الفلسطيني وخاصة انه يأتي في فترة مرور مئة عام على اعلان وعد بلفور، و50 عام على الاحتلال الاسرائيلي للضفة والقدس وغزة، و70 عاما على النكبة.
وناشد بيان المؤتمر، كافة الفيدراليات والجمعيات والمؤسسات الفلسطينية التي تمثل الجاليات في اميركا اللاتينية والكاريبي بالوحدة من اجل القضية الفلسطينية وبالتضامن من اجل دعم نضال وسيادة الشعب الفلسطيني، كما ناشد الشباب الفلسطيني المقيمين في اميركا اللاتينية والكاريبي من اجل العمل على الانضمام للفيدراليات الفلسطينية لتعزيز جذورهم التاريخية والثقافية وذلك بهدف تحمل مسؤولياتهم بمواصلة العمل من اجل فلسطين.
وشدد، على الحضور النسائي الهام والمميز والتي كانت دائما رافدا للشعب الفلسطيني في الخارج، كما عبر عن تضامنه الكبير مع الشعوب العربية ومع كل من يعمل من اجل السيادة الوطنية في نضالهم ضد التدخل الاجنبي غير المشروع.
وقالت جرار: ولأننا لا نريد ان نخسر هذه القوة الاقتصادية والسياسية الهائلة الداعمة لشعبنا وقضيته في دول اميركا اللاتينية والكاريبي، ولاننا نريد الاستفادة قدر الامكان من التنوع الفلسطيني المتواجد هناك لا سيما انها متمكنة سياسيا في الاحزاب اليمينية واليسارية هناك، فان المطلوب الان المزيد من الاهتمام وخلق المزيد من الاطر لعمل الكثير بما يخدم قضيتنا الوطنية على كافة الاصعدة والميادين والقطاعات".
وأضافت جرار: "هذا التنوع حقيقة يغنينا في العمل الدبلوماسي وعملنا على الارض في اميركا اللاتينية لانه ان تغيرت الاحزاب السياسية من اليسار وهم الاصدقاء التاريخيون لشعبنا سنجد ايضا من يستطيع ان يساعدنا من ابناء الجالية من الاحزاب الاخرى التي تفرزها العملية الديمقراطية الانتخابية في تلك الدول. نحن بحاجة لهذا التنوع ونأمل ان يكون هذا المؤتمر هو فاتحة خير لعمل اكثر تنظيما وتجميعا للجهود الفلسطينية المبعثرة في الخارج".
وقالت:"بالنسبة للجاليات الفلسطينية، لا نريد ان يكونوا فلسطينيين في تشيلي او في كولومبيا وانما نريدهم ان يكونوا كولومبيين في كولومبيا وتشيليين في تشيلي، ولكن يعملون لخدمة القضية الفلسطينية ويساندون قضايا فلسطين، وكل ما كانت الجالية متمكنة ومندمجة اكثر في مجتمعاتها المتواجدة فيها هذا يساعدنا اكثر، وهذا يعني ان من لديهم ثقل في الدول التي يعملون فيها ويقدرون على التأثير في تلك الدول، ونجاحهم في دولهم هذا يعني نجاحا لنا".
انتصار الرواية
وحول اثر ذلك على القضية الفلسطينية، قالت جرار: "رفع وعي شعوب اميركا اللاتينية بالقضية الفلسطينية لا سيما حينما نجد اناسا متميزين في تشيلي وناجحين سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وبالتالي فان الرواية الفلسطينية في اميركا اللاتينية تنتصر على الرواية الاسرائيلية، حيث يدركون تميز الفلسطيني وقدرته على العمل والعطاء. وفي الكثير من الاحيان وخاصة في تشيلي فان احد اسباب الاعتراف بالدولة الفلسطينية وجود الجالية الفلسطينية بهذا العدد الضخم الذين ساهموا في رفع الاقتصاد التشيلي الى حد كبير وتغلغلها في الكونغرس ومجلس الشيوخ والنواب في البلديات، فهنالك 11 عضو بلدية في تشيلي من اصول فلسطينية، وهذا امر هام ويعكس نفسه على أهمية صنع القرار واتخاذه في تلك البلديات لانه عامل مهم واساسي".
http://www.alhaya.ps/ar_page.php?id=34b62b8y55272120Y34b62b8