الرابحون: أمريكا الوسطى ودول المخروط الجنوبي باستثناء الأرجنتين
بلدان أمريكا الوسطى هم المستفيدون الرئيسون من انخفاض الأسعار باعتبارهم مستوردين صافين للنفط، وحسب مذكرة كتبت على مدّونة الخبيرين الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، روبرت رينهاك وفابيان فالنسيا، تتكيّف العديد من البلدان جيّدًا مع البيئة العالمية الجديدة وتغتنم الفرصة لخفض تكاليف الطاقة المنزلية. “هذا قد زاد من الدخل المتاح للمستهلكين والشركات من خلال تكاليف النقل والطاقة الرخيصة. وتدعم هذه السياسة النموّ وتقلل من الضغوط التضخمية“، حسب الخبيرين في إشارة إلى حالة بربادوس وكوستاريكا وغواتيمالا.
في شيلي تباطأ النشاط منذ أواخر عام 2013 بسبب انخفاض أسعار النحاس حيث إنّ البلاد تعدّ أوّل منتج له في العالم، وأيضًا بسبب انكماش الاستثمار (نحو 10 % على أساس سنوي) وانخفاض الروح المعنوية لقيادات المؤسسات بسبب ارتفاع الضرائب المفروضة عليهم، حسب باتريسيا كراوس (من كوفاس). ويمكن أن ينعش انخفاض أسعار الذهب الأسود قليلًا الاقتصاد التشيلي الّذي سينمو بنحو 3 % في 2015 أي أقل بكثير ممّا كان عليه بين عامي 2004 و2013 (بمعدّل 4.7 + %).
كما ترى دانييلا أوردونيز (من يولر هيرميس) أنّ الآثار المفيدة لانخفاض أسعار النفط تسمح لـ باراغوي “وبدرجة أقلّ” لـ أوروغواي بتدارك الأثر السلبي لتراجع أسعار المنتجات الزراعية والتباطؤ الصيني على اقتصادهم.
الـ لا رابحون والـ لا خاسرون: البرازيل والأرجنتين وبيرو وبوليفيا
على المدى القصير، يعدّ تأثير تراجع أسعار النفط متواضعا، ولكنّه إيجابي في البرازيل والأرجنتين وبيرو وبوليفيا؛ حيث يتحسّن الميزان التجاري. ولكن على المدى المتوسّط، قد تشهد المشاريع الاستثمارية في مجال الطاقة في بوينس آيرس وبرازيليا تباطؤا بشكل كبير إذا ما بقيت أسعار الذهب الأسود منخفضة. ولكن الشركة البرازيلية النفطية بتروبراس الغارقة في فضيحة فساد تمثّل وحدها 10 % من الاستثمار في البرازيل.
أولئك الّذين سيواجهون أوقات عصبية: المكسيك وكولومبيا وترينيداد وتوباغو
على الرغم من أنّهما منتجان للنفط، لـ المكسيك وكولومبيا ـ من أقوى الاقتصادات في أمريكا اللاتينية ـ إنتاج متنوّع نسبيا وتتمتّعان بثقة المستثمرين والأسواق المالي. أمّا ترينيداد وتوباغو، فتظهر فائضا بـ 10 % من الناتج المحلي الإجمالي والدول الثلاث راكمت وفقًا لـ كوفاس في السنوات الأخيرة احتياطيات كبيرة ستساعدهم على مواجهة تراجع أسعار الذهب الأسود الّذي سيخفض النموّ بنسبة أقل من 1.5 نقطة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي.
الخاسران الأكبران: فنزويلا والإكوادور
شكّل تراجع أسعار الذهب الأسود (57.8 % بين 20 يونيو 2014 و28 يناير 2015 بالدولار، حسب كوفاس) ضربة قوية لفنزويلا التي تملك أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم. إذ يمثّل الذهب الأسود 95% من صادراتها ونصف عائدات ميزانيتها. تشهد البلاد أزمة حقيقية؛ إذ تجاوز التضخّم 60 % في 2014 وتفتقد للاحتياطيات وتواجه نقصًا على جميع المستويات. وسوف يستمرّ الركود في 2015 ليبلغ 7.5 % على الأقل حسب يولر هيرميس.
ومن المرجح أن يكون الإكوادور الّذي يتمتّع بأسس اقتصادية ومالية ثاني بلدان أمريكا اللاتينية تضررًّا من انخفاض أسعار النفط، لأنّه يمثّل نصف صادراتها. وسيوسّع فقدان عائدات النفط العجز في الموازنة ويمكن أن يهدّد المشاريع الاستثمارية في مجال الصحة والتعليم. وقد أعلنت الحكومة عن تخفيضات الميزانية واقترضت 7.5 مليار دولار أمريكي من الصين، حسب باتريسيا كراوس.
http://altagreer.com/%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%AD%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B3%D8%B1%D9%88%D9%86/