اليمين يوجه ضربة مزدوجة لليسار فى أوروبا وأمريكا اللاتينية..
الثلاثاء, 08 كانون1/ديسمبر 2015 09:43اليمين فى أمريكا اللاتينية
أما فى أمريكا اللاتينية فإن اليمين المتشدد يعصف باليسار الذى مكث فى الحكم لسنوات عدة ، كما أن تقدم اليمين يهدد الآن سيطرة الجنس الناعم على كرسى الرئاسة بأمريكا اللاتينية، حيث تميزت قارة أمريكا الجنوبية باختيار قيادات نسائية منذ عقود ، حتى أصبحت مثالا يحتذى به فى اختيار النساء فى منصب رئيس الدولة، ولكن لا تأتى دائما الرياح بما تشتهى السفن فالأوضاع الإقتصادية فرضت تحديات كبيرة على إدارات بعض الدول ، وبدت كأنها فى حاجة لتغيير القيادة ، ولكن هذا قد يكون معناه عدم تمثيل المرأة فى كرسى الرئاسة فى هذه القارة. وبعد أن شهدت أمريكا اللاتينية لحظات تاريخية فى سياساتها بوجود عدد من القيادات النسائية التابعات لأحزاب يسارية، إلا أنه الآن يختلف الوضع، وفى الوقت التى تتحول فيه أمريكا اللاتينية نحو اليمين ستصبح فيه بلا قيادات نسائية.
الأرجنتين
وتعتبر الأرجنتين أكبر مثال على تحول أمريكا اللاتينة إلى اليمن، فبعد حكم اليسار 12 عاما فى الأرجنتين، و8 سنوات كانت تخضع لحكم كريستينا فيرنانديز، تحولت الآن إلى اليمين بعد فوز موريسيو ماكارى، وذلك رغبة من الأرجنتين فى التغيير وفاز بنسبة 51%، ووعد بتحرير القيود المفروضة عليها، كما تعهد بالتخلص من نظام التحكم فى الأسعار المثير للجدل الذى كان يتم تطبيقه فى عهد كريتسينا فيرنانديز. ويمثل ما حدث فى الأرجنتين نذيرا لأحزاب يسار الوسط الحاكمة فى البرازيل وتشيلى.
البرازيل أما فى البرازيل فمنذ ترك لولا دا سيلفا الحكم فى البرازيل لعدم تمكنه من الترشح لفترة ثالثة على التوالى وفقا للدستور، لتحل محله مساعدته ديلما روسيف، تراجعت وتيرة النهضة الاقتصادية البرازيلية، بل أن السياسات الاجتماعية شهدت تراجعا أيضا أدى إلى تصاعد الاحتجاجات ضد روسيف فى يونيو 2013، وعلى الرغم من أن روسيف قد نجحت مع ذلك فى الحصول على فترة رئاسية ثانية، إلا أن ذلك جاء بصعوبة بعد جولة إعادة مع مرشح الوسط إيسيو نيفيز الذى حقق مفاجأة بالتقدم على مارينا دا سيلفا الناشطة البيئية المنشقة عن الحزب الحاكم، والتى كانت المرشحة لمنافسة روسيف فى الإعادة، أى أن إنذارا بالتغيير كان قد دق فى البرازيل، ولكن بعد فترتين من الحكم فى ظل وجود أزمة اقتصادية كبرى ستعصف بالبلد، من الممكن أن يتجه البرازيليون لاختيار اليمين مثل الأرجنتين فى محاولة للتغيير.
الباب مفتوح فى كوستاريكا
أما كوستاريكا فمن دول أمريكا اللاتينية التى حافظت على الباب مفتوح مع اليسار بعد فوز لويس جيليرمو سوليس الذى حقق فوزا ساحقا ف الانتخابات الرئاسية فى كوستاريكا، وجاء بعد لورا شنشيلا ميراندا والتى كانت اول سيدة تصل لمنصب رئاسة كوستاريكا، وكانت تنتمى لحزب التحرير الوطنى اليسارى، وكانت سياسة شنشيلا تعمل تحت شعار السياسة التقديمة من أجل عالم أفضل وكانت سياستها تعارض إباحة الإجهاض ومنع الاعتراف بزواج مثلى الجنس.
تشيلى
وأيضا فى تشيلى تستمر ميشيل باشلى فى رئاسة البلاد، فربما كانت شعبية الرئيسة إضافة إلى دستور تشيلى الذى يقضى بمنع الترشح لفترتين متتاليتين، وراء استعادة اليسار لمقعد الرئاسة من الليبرالى المحافظ بينرا، أى أن تشيلى قد تكون أيضا فى طريقها إلى اليمين المحافظ. ووعد ماكرى أثناء حملته الانتخابية بالابتعاد عن فنزويلا، والاقتراب أكثر من حلف الباسفيك الذى يضم بيرو وكولومبيا والمكسيك، وهى المجموعة الأبعد عن اليسار فى أمريكا اللاتينية.
فنزويلا
فاز اليمين فى فنزويلا فى الإنتخابات التشريعية التى جرت أمس الأحد، والذى يعتبر تاريخى لأول مرة بعد 16 عاما ، وقالت الصحيفة إن ائتلاف المعارضة برئاسة خيسوس توريالبا حصل على 99 مقعدا مقابل 46 مقعدا لحزب فنزويلا الاشتراكى الموحد برئاسة الرئيس نيكولاس مادورو، وقال توريالبا "اليوم بدأ التغيير فى فنزويلا". ومن ناحية آخرى أقر مادورو بهزيمة حزبه فى الانتخابات، مؤكدا فى كلمة تلفزيونية بعد إعلان النتائج رسميا "نقول لفنزويلا إن الدستور والديمقراطية انتصرا، وأن الحرب الاقتصادية انتصرت"، جئنا بأخلاقياتنا وادبياتنا للاعتراف بهذه النتائج ،لكنه اقر انه تلقى هذه الهزيمة "كصفعة".
وقالت ليليان تينتورى زوجة ليوبولدو لوبيز الذى يقود الجناح المتشدد فى المعارضة والمعتقل الآن إن "لقد انتصرنا بفارق شاسع، انتصرنا فعلا ، ولكننا لا نعلم ما الذى ستفعله الحكومة، عليهم أن يعترفوا بهزيمتهم ولكنهم بالطبع لا يريدون أن يفعلوا".وقالت فى تغريدة لها على حسابها بتويتر "الآن أستطيع أن أقول لأبنى أن الحرية انتصرت".
ويعتبر فوز المعارضة فى فنزويلا انتكاسة كبرى للثورة الاشتراكية التى بدأت قبل 17 عاما بقيادة الراحل هوجو شافيز ، كما أنها تمثل ضربة قوية لليسار بأميركا اللاتينية،مشيرة إلى أن تباطؤ الاقتصاد ، والفساد ، كان لهما الفضل الأكبر فى فوز اليمين.
وكانت استطلاعات الرأى تشير إلى فوز المعارضة فى هذه الانتخابات خاصة بعد هبوط أسعار النفط فى بلد يملك أكبر احتياطات نفطية فى العالم ، واعتبر لويس فيثينتى ليون رئيس مؤسسة الاستطلاعات داتاناليسيس ان هذا الفوز يشكل "تصويتا عقابيا بالغا فى الاهمية ردا على ادارة مادورو" وهو منعطف تاريخى فى هذا البلد منذ وصول الحركة التشافية الى السلطة عام 1999 .
07/12/2015
http://www.youm7.com/story/2015/12/7/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D9%88%D8%AC%D9%87-%D8%B6%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D9%85%D8%B2%D8%AF%D9%88%D8%AC%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%89-%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9%D8%A3%D8%AD/2479444#.Vmaj1dLJyM8