محكمة لاهاي تحكم لصالح الشيلي في نزاعها مع بوليفيا حول منفد على البحر
الثلاثاء, 02 تشرين1/أكتوير 2018 10:34الشيلي ليست ملزمة بالتفاوض مع بوليفيا
02/10/2018
أعلنت أمس الاثنين محكمة العدل الدولية عن قرار لصالح الشيلي بخصوص الخلاف الذي يدور بينها وبين بوليفيا حول منفذ بحري على المحيط الهادي، الذي تستولي عليه الشيلي منذ 1879 إبان حرب المحيط الهادي التي اندلعت بين الطرفين.
وقد أقرت محكمة العدل الدولية بنسبة 12 صوتا مقابل 3، بأن الشيلي ليست ملزمة بالتفاوض مع بوليفيا حول الوصول إلى اتفاق مع بوليفيا يسمع لهذه الأخيرة باسترجاع المنطقة الساحلية المسماة (ليتورال) التي تمارس الشيلي عليها سيادتها منذ سنة 1879 عندما استولت القوات الشيلية على ميناء أنتوفاغاستا البوليفي.
وكانت بوليفيا قد رفعت دعوى أمام محكمة العدل الدولية بلاهاي (هولندا) سنة 2013، مطالبة بقرار يجبر الحكومة الشيلية على التفاوض مع بوليفيا حول المنطقة الساحلية المسلوبة منها منذ 139 سنة من الآن، والتي كانت تعتبر المنفد الوحيد للبلد نحو البحر.
وقد عبر الرئيس البوليفي إيفو موراليس، في مقطع فيديو نشره في حسابه على تويتر لحظات قبل وصوله إلى مدينة لاهاي لحضور الاجتماع الحاسم، عن أمله الكبير بأن تحكم المحكمة بقارار لصالح بلاده، فيما تابع الرئيس سيباستيان بينييرا الاجتماع من العاصمة الشيلية سانتياغو.
ويعتبر هذا القرار الذي ألقاه رئيس المحكمة، الصومالي عبد القوي أحمد يوسف، بحضور الرئيس البوليفي وممثل عن الحكومة الشيلية، نهائيا وغير قابل للنقض أو الاستئناف، كما هو معروف، في انتظار أن نرى انعكاساته المباشرة على العلاقات الثنائية بين البلدين.
وكانت حكومتا البلدان قد حاولتا غير ما مرة على امتداد ستين سنة إيجاد حل توافقي فيما بينهما، معتمدين على سياسة حسن الجوار، غير أنها باءت كلها بالفشل، قبل أن يقرر الجانب البوليفي استدراج الحكومة الشيلية إلى صراع قضائي دام 5 سنوات منذ 2013، وحكم في الأخير لصالح حكومة سانتياغو.
ويذكر أن حرب المحيط الهادئ اندلعت بين الشيلي وبوليفيا والبيرو الحليفتين مابين سنة 1879 و 1883، حول مناطق طاراباكا وأريكا، التي كانت تابعة للبيرو ومنطقة ليتورال التابعة لبوليفيا، المعروفة بمعادن الفضة والنحاس ومناجم النترات، قبل أن يوقع الجانبان معاهدة الهدنة سنة 1884 التي أوقفت حالة الحرب بينهما وتعترف بإدارة الشيلي للمناطق المتنازع عليها. في حين انسحبت البيرو من النزاع بعد أن غادرت تحالفها مع بوليفيا سنة 1880، قبيل التوقيع على معاهدة الهدنة.
وقد أسفرت الحرب عن استيلاء الشيلي عن المناطق الثلاثة المذكورة، لتفقد بذلك بوليفيا منفذها الوحيد على البحر. منطقة ليتورال المذكورة ممتدة على طول 120.000 كلم مربع و 400 كلم من السواحل. وفي سنة 1904 قامت الشيلي وبوليفيا بالتوقيع على معاهدة السلام والصداقة التي اعترفت رسميا بسيادة الشيلي على المنطقة المتنازع عنها.
وقد التزمت الشيلي حسب نفس المعاهدة بإمداد بوليفيا بقروض تساعدها على بناء سكك حديدية ببوليفيا وإعطاءها الحرية الكاملة في المرور والاتجار دون ضرائب في الموانئ الشيلية الموجودة على سواحل المحيط، وذلك كتعويض لبوليفيا، التي تعتبر إضافة إلى الباراغواي البلدين الوحيدين في أمريكا اللاتينية اللذين لا يتوفران على منفذ على البحر.
عبد الناعيم سعيد
طالب جامعي باحث في العلاقات بين أمريكا اللاتينية والمغرب
جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء